في الوقت الذي أجرى في الرئيس المصري، محمد مرسي، اتصالاً بشيخ الأزهر، أحمد الطيب، بهدف "إزالة سوء الفهم" الذي نتج عن عدم تخصيص مقعد للأخير في الاحتفال بتنصيب الأول، اتهمت بعض القوى السياسية جماعة "الإخوان المسلمون" بتدبير "مؤامرة" على أكبر مؤسسة دينية في مصر. ووصف حزب "التجمع"، في بيان له أمس الاثنين، عدم تخصيص مقعد لشيخ الأزهر، خلال الاحتفال الذي أُقيم بجامعة القاهرة السبت الماضي، بأنه "تصرف معيب وغير أخلاقي"، متهماً جماعة الإخوان، التي خاض مرسي الانتخابات الرئاسية مرشحاً عنها، بتدبير "مؤامرة" ضد "الإمام الأكبر"، وممثلي هيئة كبار العلماء.
استياء عارم لعدم تخصيص مقعد
للأزهر في احتفال تنصيب مرسي
ونقل البيان عن المتحدث باسم الحزب، نبيل زكي، بحسب ما أورد موقع "أخبار مصر"، التابع للتلفزيون الرسمي، قوله إنه "إذا كانت جماعة الإخوان تتصور أنها بمثل هذا التصرف الهمجي، يمكنها أن تستحوذ أيضاً على الانفراد بالحديث باسم الإسلام، الذي أساءت إليه، بجعله تجارة في ميدان السياسة، فإنها واهمة أشد الوهم."وأكد بيان التجمع أن "الأزهر الشريف" سوف يظل، كما كان دوماً على مر العصور، "المنارة الشامخة للإسلام الصحيح، ومفهومه الوسطى والمعتدل، في مصر، وفى جميع أنحاء العالم"، مطالباً رئاسة الجمهورية بضرورة تقديم اعتذار رسمي وعاجل للأزهر الشريف، ولكبار العلماء "الذين أسيئ إليهم عن عمد."
كما أعلنت كل من "الجبهة الحرة للتغيير السلمي"، و"حركة شباب الثورة العربية"، استنكارهم الشديد للموقف الذي تعرض له الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وكبار العلماء، أثناء خطاب الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية بجامعة القاهرة. وأكد عصام الشريف، منسق عام الجبهة الحرة للتغيير السلمي، في بيان للجبهة الاثنين، أن "هذا الموقف يُعد إهانة غير مقبولة لمؤسسة الأزهر، آخر حامي وحصن لمدنية الدولة، والإسلام الوسطي في مصر."
من جانبه، أبدى أحمد دومة، منسق حركة شباب الثورة العربية، تعجبه واستياءه من جلوس رئيس مجلس الشعب "المنحل"، سعد الكتاتني في الصف الأول، رغم كونه "غير ذي صفة"، في ذات الوقت الذي لا يستقبل شيخ الأزهر في قاعة كبار الزوار.
مرسي اتصل بالازهر
لـ"إزالة سوء الفهم"
وفي وقت لاحق بعد ظهر أمس الاثنين، أكدت مشيخة الأزهر، عبر موقعها الرسمي، أن الرئيس مرسي أجرى اتصالاً هاتفياً بالدكتور أحمد الطيب، لـ"إزالة سوء الفهم"، الذي نتج عنه انسحاب شيخ الأزهر من مؤتمر جامعة القاهرة، ونقل الموقع عن القائم بأعمال المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، ياسر علي، أنه "تمت معالجة الأمر."
وكان المكتب الإعلامي لشيخ الأزهر قد نفى، في وقت سابق الأحد، ما تناولته بعض وسائل الإعلام، حول طلب الأزهر اعتذاراً رسمياً من رئاسة الجمهورية عن "أحداث جامعة القاهرة"، مؤكداً وجود "خلاف فقط مع إدارة البروتوكول برئاسة الجمهورية." وبحسب بيان سابق للأزهر، حصلت عليه "سي ان ان" بالعربية، فقد أكد المستشار الدبلوماسي لشيخ الأزهر، محمود عبد الجواد، أن "مشيخة الأزهر الشريف تأسف لما بدر من المسئولين عن تنظيم الاحتفال بتنصيب الرئيس الدكتور محمد مرسي بجامعة القاهرة"، والذي أقيم السبت 30 يونيو/حزيران الماضي.
وأكد عبد الجواد أنه "لم يكن هناك مكان مخصص لاستقبال شيخ الأزهر، ضمن كبار الضيوف الذين خصص لهم صالون خاص مرفق بالقاعة الرئيسية، بما اضطر شيخ الأزهر للجلوس فترة في مقاعد الصالة العامة وانتظر طويلاً، ثم آثر الانصراف حرصا على كرامة الأزهر وعلمائه."
وأضاف أنه "كان من المتفق عليه -تقديراً لهذه المناسبة الكريمة- أن يشارك أعضاء هيئة كبار العلماء -في أول نشاط رسميٍ لهم- في هذا الحفل، وأن يكون فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر في الموقع اللائق بمكانته."
imagebank - AFP