صور اعلانات افلام العيد: لارضاء الابطال ام لارضاء الجمهور؟

أيام قليلة ويبدأ موسم عيد الأضحى السينمائي، لذا طرح صنَّاع الأفلام المقرر عرضها خلاله إعلانات متعددة لها تتضمّن تصميم أكثر من "أفيش" للفيلم الواحد، منها ما هو مخصّص لبطل الفيلم وحده، وأخرى تجمعه مع بقية الأبطال، فمثلا فيلم "واحد صعيدي" له 3 أفيشات، واثنان لأفلام "الجزيرة 2" و"حماتي بتحبني" و"حديد" و"المواطن برص".

3 لـ"واحد صعيدي".. و2 لكلًّ من"النبطشي" و"الجزيرة 2" و"حماتي بتحبني" و"حديد"
وما بين موضوعات متنوعة عن شاب صعيدي تنقله الظروف إلى أحد شواطئ المصايف في "واحد صعيدي"، ونبطشي أفراح يعاني كثيرا من المشكلات المادية في "النبطشي"، وعودة منصور الحفني في "الجزيرة 2"، واحتلالها من قبل جماعة إرهابية، وعلاقة كوميدية بين زوج وحماته التي كانت تعالجه من تعدد علاقاته النسائية في "حماتي بتحبني"، تعددت الأفيشات المقدَّمة لهذه الأعمال.

وبدا للبعض أن اتجاه صنّاع هذه الأفلام لتقديم أكثر من "أفيش" كما لو كانت محاولة منهم لإرضاء كل الأبطال، منعا لحدوث أي مشكلات بينهم قد تؤثر على الفيلم مثلما حدث سابقا بين أبطال عديد من الأعمال السينمائية. "التحرير" سألت صنّاع هذه الأفلام حول فكرة طرح عدة "أفيشات" لأعمالهم، وما إذا كانت هي محاولة منهم لتجنب نشوب خلافات بين أبطال العمل؟ وإلى أي مدى استطاعت التعبير عن أفكارها؟ وماذا عن نسبة الابتكار والتجديد فيها؟

إسماعيل فاروق: أفيشات "واحد صعيدي" و"النبطشي" عبَّرت عنهما
المخرج إسماعيل فاروق، الذي يشارك في هذا السباق بفيلمَيْه "واحد صعيدي" الذي يتصدّر بطولته محمد رمضان إلى جانب راندا البحيري، ومن تأليف عبد الواحد العشري، وفيلم "النبطشي" بطولة محمود عبد المغني ومي كساب، ومن تأليف محمد سمير مبروك، حيث أشار فاروق إلى أنه قام بطرح 3 أفيشات لـ"واحد صعيدي" انفرد محمد رمضان باثنين منها، بينما شاركته بطلات الفيلم الأفيش الثالث، كما طرح أفيشين لـ"النبطشي"، ظهرت في الأول يد عبد المغني فقط، بينما ظهر عبد المغني شخصيا في الأفيش الثاني.

فاروق أوضح أن أفيشات فيلمَيْه استطاعت التعبير بشدة عن موضوعها، قائلا: "أفيشات (واحد صعيدي) نقلت فكرة الفيلم التي تدور حول شاب صعيدي يسافر إلى العين السخنة ليعمل كفرد أمن، ويفاجأ بالانفتاح الحاصل في هذه المنطقة من ناحية ملابس الفتيات والعلاقات العاطفية بينهن مع الرجال، لذلك شاركته البطلات الأفيش الأخير، بينما جاءت أفيشات (النبطشي) تُوضِّح طبيعة عمل البطل، وهي نبطشي الأفراح، لذا ظهر عبد المغني ممسكا ميكروفونا في يده، ومتأثرا بكلمات يفترض أنه يرددها خلال هذه اللقطة".

ولفت إلى أن تعدد الأفيشات ليس محاولة لإرضاء الأبطال، وإنما هو طريقة متبعة في الدعاية بأن يتم إظهار فريق العمل شيئا فشيئا، فيظهر البطل أولا ثم باقي الأبطال، مشددا على ضرورة توفير معلومات كثيرة للجمهور عن الأفلام قبل طرحها في دور العرض.

السبكي: تعدُّد أفيشات "حماتي بتحبني" و"عمر وسلوى" لإرضاء الجمهور
بينما أوضح أحمد السبكي، منتج فيلم "حماتي بتحبني"، أن الغرض من طرحه أفيشين للفيلم هو تنويع الدعاية للعمل، إرضاءً لأذواق الجمهور، فمَن يريد مشاهدة البطل والبطلة فهناك أفيش يجمعهما منفردين، ومَن يريد مشاهدتهما مع باقي الأبطال فهناك آخر يجمعهما بهم، لذا طُرح أفيش لحمادة هلال مع إيمان العاصي، ثم طُرح آخر لهما مع ميرفت أمين وسمير غانم.

السبكي لفت إلى أن فكرة طرح أفيش لواحد فقط من الأبطال قد تجعل الجمهور يملّ من مشاهدته حتى إذا كان يحتوي على أفكار جيدة، وهو ما جعله يطرح عدة أفيشات لفيلمه الثاني "عمر وسلوى"، منها واحد يجمع بين كريم محمود عبد العزيز وبوسي، وآخر لصافيناز ومحمود الليثي، وأخيرا أفيش يضم كل الأبطال.

بدوره، قال الناقد رامي عبد الرازق إن الأساس في الأفيش هو الدعاية، وبالتالي كلما تم تقديم أكثر من أفيش تحققت دعاية متنوعة للعمل، لافتا إلى أن السينما المصرية توزِّع أفلامها استنادا إلى مبدأ النجم، لذا يُصدر صنَّاعها أفيشات ينفرد بها بطل واحد أو ربما اثنان، على عكس الدراما، واستدلّ على حديثه ببوسترات مسلسل "السبع وصايا"، إذ تم تقديم بوستر لكل بطل من الأبطال السبعة، وأيضا بوسترات جماعية لهم، والوضع نفسه حدث مع بطلات مسلسل "سجن النسا".

عبد الرازق ذَكَر أن المنتجين يلجؤون إلى الأفيشات المتعددة منعا لغضب الممثلين من ذلك، وفي نفس الوقت تُسيطر عليهم فكرة نجم الشباك، واعتبر أن تصدّر أحمد السقا ومحمد رمضان أفيشات فيلمَيْهما هو وضع طبيعي، لأنهما نجمان وفقا لمنطق السوق. وذَكَر أن النجوم الذين انفردوا بأفيشات أفلامهم يرغبون في أن تظل هذه الأفلام منسوبة إليهم، لا إلى موضوعها، على عكس ما حدث مع "الفيل الأزرق" و"الحرب العالمية الثالثة" اللذين يذكرهما الجمهور على حسب موضوعهما، فالأول نال شهرته من جمهور الرواية، كذلك جاء أفيش "الحرب العالمية الثالثة" يحمل عديدا من الطرافة والغرابة وفقا لقصته.

رامي عبد الرازق: أفيش "الجزيرة" يقترب من بوستر مسلسل "حدائق الشيطان"
عبد الرازق قال إنه كان معجبا بأفيش الجزء الأول من "الجزيرة" الذي تبينت فيه بيئة العمل، وكذلك ظهور السقا في بروفايل مناسب لشخصية "منصور الحفني" التي يُجسِّدها، لكن الأفيش الجديد يقترب من أجواء مسلسل "حدائق الشيطان" الذي قام ببطولته السوري جمال سليمان.

سامح فهمي: مستواها ضعيف فنيًّا لأن مصمميها شركات دعاية وليسوا رسامين
الناقد ومؤلِّف كتاب "الأفيش الذهبي في السينما المصرية"، سامح فهمي، يرى أن مستوى الأفيشات المطروحة متدنٍّ فنيا، وأرجع ذلك إلى كون صناعها ليسوا رسَّامين، وإنما شركات دعاية وإعلانات، واعتبر أن أفيش فيلمَي "جنينة الأسماك" بطولة هند صبري وعمرو واكد وإخراج يسرى نصر الله، وأيضا أفيش "عمارة يعقوبيان" الذي ظهرت فيه وجوه أبطال العمل وخلفهم باب العمارة، هو من أفضل الأفيشات التي تم تقديمها خلال السنوات الماضية.

وأشار إلى أن فكرة تعدد أفيشات الفيلم وتصدّر بطل واحد لها ليست سيئة كليا، لافتا إلى أنه سبق وتم تقديم أفيش فيلم "جميلة أبو حريد" وانفردت به ماجدة الصباحي وحدها، ومعها العَلَم الجزائري. وأضاف أن النجوم مع الأسف في هذه الأيام هم مَن يُحدّدون إذا ما كانوا سيتصدّرون الأفيش أو يظهرون فيه وحدهم أم مع باقي الأبطال. وذَكَر أن النجوم حاليا يقومون بصنع عديد من المشكلات بسبب عدم وجودهم على الأفيشات الرسمية للفيلم، خصوصا تلك الموجودة في دور العرض، وهو ما جعل المنتجين يلجؤون إلى طريقة تقديم عدة أفيشات حتى يتخلّصوا من صداع أزمات النجوم. عن التحرير