من يقف وراء الألقاب الفنية؟!

للألقاب تاريخ قديم اجتماعيا وسياسيا وفنيا، إذ كانت تطلق على بعض الأشخاص تكريما لهم ورفعا من شانهم. ومع مرور الزمن انحسرت الألقاب السياسية والاجتماعية، فيما اتسعت على الصعيد الفني بشكل ملفت إلى درجة بات معها بعض الفنانين يحملون أكثر من لقب. "لها" سالت: من يطلق هذه الألقاب؟ وهل تنطبق جميعها على أصحابها؟ وما رأي الفنانين أنفسهم بها؟
ألقاب زمان

تقول الإعلامية والكاتبة مريم شقير أبو جودة أن: عادة منح الألقاب عتيقة جدا في تاريخنا الاجتماعي والفني على السواء. فاختلاف مراتب الناس ومقاماتهم الاجتماعية كرس ألقابا عديدة لا يزال الكثيرون يحتفون بها ويسعون إليها. واختلاف مقامات أهل الفن كذلك كرس الأمر ذاته.
أم كلثوم استحقت لقب "كوكب الشرق"، سعاد حسني "سندريلا الشاشة"، فيروز "سفيرتنا إلى النجوم"، محمد عبد الوهاب "مطرب الملوك". فيما تصارع فريد شوقي ورشدي أباظة على لقب "الملك"، كما أطلق على فريد شوقي لقب "وحش الشاشة" في بدايته.
أما في المشهد الفني المعاصر وتحديدا في لبنان، فقد نشط الصحفي جورج إبراهيم ألخوري في إطلاق الألقاب، فكان جورج وسوف "سلطان الطرب"، وربيع الخولي "مارد الغناء"، وراغب علامة "العلامة الفارقة"، وغسان صليبا "خوليو العرب"، وملحم بركات "الموسيقار".. فأصاب في بعضها واخطأ في بعضها الآخر.

نجمة الاستعراض مادونا تقول: للألقاب والتسميات تاريخ قديم وطويل، حيث كانت الألقاب تطلق في الزمان الماضي على كبار الشأن تكريما لهم وتعظيما لشأنهم، فكان هناك "البيك والشيخ والأفندي.." أما اليوم فقد انتقلت هذه العادة إلى الفنانين وأصبحت الألقاب الفنية نوعا من التشريف والتشجيع للفنان، فهي تعزز معنوياته وتدفعه نحو الأمام. بالنسبة إلي أطلق عليّ ألقاب كثيرة، أحبها إلى قلبي لقبا "الليدي مادونا" و "ملكة جمال النجوم"، وأطلقهما عليّ جورج إبراهيم ألخوري، الذي يطلق الألقاب على الفنانين كي يدون أسماءهم في سجل التاريخ.
راغب علامة: أبو الرغوب أو أبو خالد
قال راغب علامة انه لا يحب الألقاب ولا يشعر باللقب الذي أطلق عليه في بدايته هو "العلامة الفارقة"، فهو لا يتعلق بالقشور وينظر إلى المضمون دائما. أما عن أحب الألقاب إلى قلبه فهو "أبو خالد" والمقربون منه ينادونه "أبو الرغوب" او "رور" علما انه لا يحب رفع الكلفة بينه وبين الأشخاص الذين يلتقي بهم للمرة الأولى ويرغب دائما بان يتعامل معه الناس بهذا الأسلوب.
الراقصة أماني: "أماني" أهم لقب
الراقصة الاستعراضية أماني تقول: الألقاب لا تعنيني بقدر ما يعنيني الناس ومحبتهم لي، ومدى إعجابهم بفني. كما أن أهم لقب عندي هو "أماني" الذي احمله من زمن ويعرفني من خلاله الجميع.. وتقول أماني عن مطلقي الألقاب: من المفروض أن يطلقها الناس والصحافة، وهي أحيانا تصيب وأحيانا أخرى تخيب ولا تنطبق على أصحابها.
عاصي: اللقب بلا عمل كلام في الهواء

يرى المطرب عاصي الحلاني انه يكتفي باسمه ولا يهتم بالألقاب علما أن لقب "فارس الأغنية العربي" الذي أطلقه عليه الصحفي جورج إبراهيم ألخوري يسعده خصوصا أن لقب فارس يطلق على الشاب العربي الشهم. أما اللقب الفني فهو برأي عاصي لا يزيد على رصيد الفنان أي شيء بل عطاؤه ومثابرته وجهده في عمله هي التي تعطيه دفعا إلى الأمام. لان اللقب من دون فعل على الأرض يكون كلاما في الهواء.
نجوى كرم: أفضل اسمي
المطربة نجوى كرم قالت أن اللقب ليس فعالا في مسيرة الفنان بشكل عام، علما أن الألقاب تأتي بمثابة تكريم لبعض الفنانين رغم أنها لا توفيه حقه. كما ترى المطربة نجوى كرم أن هناك بعض الألقاب الرنانة التي تسبق أسماء عدد من الفنانين الجدد حيث يجد المرء أنها اكبر من تاريخهم الفني. وقالت نجوى كرم أنها تفضل اسمها على أي لقب لان هذا اللقب لا يحدد شعبية وفعالية الفنان لدى جمهوره. وعن لقبها "شمس الغنية اللبنانية" أوضحت كرم أنها تحب هذا اللقب لأنه عنوان لأغنية جميلة لها وفي معظم حفلاتها ومهرجاناتها تفتتح غنائها بهذه الأغنية.
فضل شاكر: يهمني الجمهور
يقول فضل: الألقاب لا تعني لي شيئا، ولا أحبها، كل ما يعنيني هو الجمهور، الذي يسمع ويميز ويحكم على الفنان. اسمي فضل شاكر وهو أحب الأسماء والألقاب على قلبي، لقبت "بياع القلوب" تيمنا بإحدى أغنياتي، ولكن لا أحب أن أقدم أو اعرف خلال حفلاتي ومقابلاتي إلا باسمي فقط، واحرص على ذلك كثيرا. الألقاب الفنية كثيرة وموجودة منذ وقت طويل. ولكن لا اعتقد أنها جميعها تنطبق على أصحابها. في أي حال يبقى الجمهور الحكم أولا وأخيرا.

ترى الين خلف في اللقب ذكرى ووساما معنويا للفنان، فهو يطلق عليه تكريما له وتقديرا لموهبته وعطائه. أما عن اللقب الذي أطلق عليها منذ بدايتها الفنية "سندريلا الطرب" فقد أحبته كثيرا خصوصا أن مطلقه الأستاذ جورج إبراهيم ألخوري الذي يعرف كيف يقوم الفنان ويعطيه اللقب المناسب.
ميشلين خليفة: الألقاب فخ!
المطربة ميشلين خليفة تقول: الألقاب هي نوع من التشجيع للفنان، ومسؤولية كبيرة تلقى على عاتقه، لأنها كما الفخ، يسقط فيه من لا يعرف المحافظة على مستواه، وينجح من يعمل ويعطي دون حدود، شخصيا أطلق عليّ ألقاب كثيرة، أهمها "أسطورية الصوت" الذي لقبني به الأستاذ جورج إبراهيم ألخوري. كما أن الناس ومن محبتهم لي شبهوا صوتي بصوت السيدة أم كلثوم ولقبوني "خليفة أم كلثوم". وتضيف: إطلاق الألقاب لها أربابها وأقلامها العريقة مثل جورج إبراهيم ألخوري، ولا اعتقد أنها قد تباع وتشترى ويتاجر بها كأي سلعة، كما أن الجمهور يعرف كيف يقوم الفنان، لذا عليه معرفة نفسه وحدوده جيدا للعمل على أساسها ومن عرف حده وقف عنده. ليست جميع الألقاب تنطبق على أصحابها وخصوصا في ظل عدم وجود رقابة على الموضوع.

للفيدو كليب - إضغطوا هنا

لاغاني المشاهير