Farfesh.com
spacer
spacer
spacer
مسلسلات رمضان 2024
spacer
spacer
spacer

دريد لحام: فيلم (دمشق حلب) حقق أحلامي وفيروز تفجّر فينا روح المقاومة

موقع فرفش
23:30  19/10/2018
Share  

حبه الفن جعله يترك عمله كمدرس للكيمياء فى جامعة دمشق، رغم معارضة الجميع له فى تلك الخطوة، لكنه أصر على موقفه.. الفنان السورى الكبير دريد لحام يقول "اتخاذ قرار التمثيل كان أكثر القرارات حكمة"، وبالفعل صنع نجاحا كبيرا، حتى وصفه البعض بضمير شعب سوريا، الذى ينقل صورة ما حلّ بها إلى العالم كله، من خلال أفلامه التي تبين الحقيقة هناك، حسب وصفه، فكان آخر أعماله فيلم حمل اسم "دمشق حلب"، شارك فى مهرجان الإسكندرية السينمائي، وحاز من خلاله على جائزة أفضل فيلم.

قلت فى تصريحاتك الصحفية بـ"حلب دمشق" انتهت أحلامى الكبيرة.. فلماذا؟

الفيلم يجسد حقيقة المجتمع السوري، وكان حلمى من البداية أن أشارك في فيلم بهذا الشكل، لذلك قلت إن أحلامي الكبيرة انتهت، لكنني أحتفظ بأحلامي الصغيرة، التى يمكن أن تكون كبيرة فى أعمال أخرى، حينما أجد ما يتلاءم مع أفكارى، ولعلمك أنا اختياراتى صعبة جدًا، فمستقبلي ورائى وليس أمامى، لأن الجمهور يرانى بالأعمال التى قدمتها سابقا، فيجب أن أحرص على اختيار الأعمال القادمة.

دريد لحام: فيلم (دمشق حلب) حقق أحلامي وفيروز تفجّر فينا روح المقاومة صورة رقم 1

تغيبت عن السينما المصرية منذ 2006.. ما السبب وراء ذلك؟

أسألوا السينما المصرية، أنا لم أمانع، ولم أطلب لهذا الموضوع ورفضت، كما أننى متغيب عن السينما بشكل عام منذ 9 سنوات تقريبًا، لأننى لم أجد عملًا يتلاءم معى، وأنا لست من الممثلين الذين يشاركون فى أى عمل للبقاء على الساحة فقط.

فى بعض الأفلام التي توثق الأحداث في سوريا يتعرض صناعها للقصف وعدد من المشاكل.. فماذا عما واجهكم؟

الفيلم كان حقيقيا، حتى إن المنازل المهدومة التى صورنا فيها تصف الدمار الذى وصل إليه حلب، فيمكننا أن نقول "الحرب العالمية الثانية مرت من حلب"، لكننا لم نتعرض للقصف أثناء التصوير أو ما شابه، لكن فى الفيلم نذهب برحلة من دمشق إلى حلب، وهذا كان يضطرنا إلى المرور بطرق غير نظامية، بها أشخاص لا يفهمون أى لغة سوى الذبح فقط.

دريد لحام: فيلم (دمشق حلب) حقق أحلامي وفيروز تفجّر فينا روح المقاومة صورة رقم 2

بما أنك كاتب.. هل تدخلت في تفاصيل كتابة العمل؟

قدمت بعض الملاحظات فقط للكاتب تليد الخطيب، لكننى كنت أنوه دائمًا أن ملاحظاتى ليست طلبات، إنما اقتراحات يمكن الأخذ بها، فإذا وجدتوها مناسبة للعمل فليكن، وإذا كان عكس هذا، فلا مانع من الاستغناء عنها.

هل تفضل الأعمال الكوميدية عن غيرها من الألوان الدرامية؟

أُفضل العمل الذى يلامس وجدان الجمهور ويعبر عنهم بشكل أو بآخر، وعلى سبيل المثال حينما تشاهد مسرحية، البعض يعتقد أن العلاقة تنتهى بين الجمهور والعمل مع غلق الستار، لكن فى الحقيقة، علاقتك تبدأ بالعمل مع نهايته، ما الذى تركه داخلك، وماذا بقي منه فى ذاكرتك ووجدانك، وأعتقد أن "دمشق حلب" لمس الجمهور، ففى نهاية العمل لم يمت البطل لكى نعطى أملا لشعب سوريا، وأعتقد أن الرسالة قد وصلت.

دريد لحام: فيلم (دمشق حلب) حقق أحلامي وفيروز تفجّر فينا روح المقاومة صورة رقم 3

"دمشق حلب" حصل على جائزة أفضل فيلم فى مهرجان الإسكندرية السينمائى.. فكيف جاء ترشيح العمل للمهرجان؟

الأمير أباظة رئيس المهرجان كان موجودا فى سوريا، وكنا نصوّر الفيلم وقتها، وحضر معنا التصوير، وطلب منا أن يكون العمل موجودا فى "الإسكندرية السينمائى"، وسعدنا كثيرا بهذا الاختيار، فهو تقدير كبير من "أباظة" للعمل، أن يكون متواجدا فى الدورة 34 دون أن يشاهده.

كيف ترى ما يحدث فى سوريا حاليا؟

نحن فى سوريا نعرف جيدا أن ما يحدث ليس ثورة، فلا توجد ثورة يتواجد بها مقاتلون من 80 دولة فى العالم، جاءوا لمحاربة الشعب السورى، وفى إحدى المرات أخبرنى صديقي، أنني تابعت ما فعله المصريون عام 2011 فى ميدان التحرير، وتابعت تفاصيل تلك الأيام جيدًا، وكتبت فيها قصيدة، ورأينا أن هناك الآلاف من المصريين ينادون بإسقاط النظام، ولكن هناك سؤالا ماذا لو وجد أحد المصريين بجانبه شخص من باكستان على سبيل المثال، ينادى بنفس الشعار فهل يقبلون، هذا ما يحدث في سوريا، ومن الخطأ أن نقول إسقاط النظام، فهذا يعنى الفوضى، يجب أن نقول إسقاط السلطة، وأنا لا أعمل بالسياسة، ولا أحب أن أحكى فيها، وعرض على الكثير من المناصب السياسية ورفضتها، لأنني شخص أبحث عن المواطنة وعن الحرية والعدالة، وهذا ليس مطلبا سياسيا، إنما فعل وطني.

دريد لحام: فيلم (دمشق حلب) حقق أحلامي وفيروز تفجّر فينا روح المقاومة صورة رقم 4

هل ترى أن العمل الفنى أثر فى مسيرة سوريا؟

العمل الفنى فكرة، ونحن نزرعها وليس بالضرورة أن تنضج حاليًا، الجميع سمع عن ثورة أطفال الحجارة، فى الثمانينيات، هؤلاء ليسوا جيل النكبة، هم الجيل الخامس بعد النكبة، لكن انفجرت فيهم فكرة المقاومة، وسبب ذلك الكتابات والغناء، وفيروز حينما تغنى شوارع القدس العتيقة.

فى ظل الدمار الذى تشهده سوريا هل فكرت أن تتركها؟

(يتعجب) "أسيب سوريا!"، فى بعض الأحيان فى بلدى هناك أشخاص ما بيعرفوا من أين أنا، فأرد عليهم وطنى الثانى سوريا، ووطنى الأول رحم أمى، وهما الاثنان نفس الشيء، فسؤال للجميع، اذا مرضت أمك هل تتركها، أم تبقى بجانبها حتى تمر من الأزمة، نحن أشجار التين والزيتون المغروسين فى الأرض، إذا تخلينا عن جذورنا نموت، وكما قالت غادة السمان، لا تحاول أن تأخذ شجرتك معك على الغربة كى تحظى بظلها، لأن الأشجار لا تهاجر ونحن أشجار.

دريد لحام: فيلم (دمشق حلب) حقق أحلامي وفيروز تفجّر فينا روح المقاومة صورة رقم 5

ما تقييمك لمستوى الأفلام السورية؟

نتيجة الظروف الصعبة التى تمر بها سوريا لا أنظر لمستوى الأفلام ثقافيا أو فنيا، وكون صناع السينما قادرين على إنتاج فيلم فى ظل هذه الظروف فهو أمر رائع، ومعظم الأفلام المتواجدة حاليا من أجل توثيق ما مرت به سوريا للأجيال القادمة، لكى يروا الحقيقة ويعرفوا ماذا حدث، مثل فيلم "روز" للسورية سوزان نجم الدين، الذى عرض فى "الإسكندرية السينمائى"، فهو يرصد معاناة النساء، خاصة الأزيديات الموجودات في شمال شرق سوريا، وشمال غرب العراق، وما يتعرضن له من إساءة وسبي وبيع، وأتعجب على حال هؤلاء المجاهدين الذين يذبحون وهم ينادون باسم الله فى الأرض، الله يريد السلام والمحبة، وليس قناصل يمنحوك فيزا للجنة. عن التحرير

دريد لحام: فيلم (دمشق حلب) حقق أحلامي وفيروز تفجّر فينا روح المقاومة صورة رقم 6

الموقع العربي الاول