لا تنكر الفنانة نورا رحال أن تجربتها مع مرض السرطان الذي تغلبت عليه كانت قاسية، لكنها ومع تجاوزها تلك التجربة تستطيع اليوم أن تنظر إليها بمنظار إيجابي، إذ إنها تعلمت من خلال محنتها أن تنظر إلى تفاصيل ما كانت لتعيرها اهتماماً، وأن تحرص على عيش كل لحظة بحلاوتها ومرارتها لأن الحياة أقصر من أن نضيعها في ترهات لا طائل منها. نورا التي استعادت عافيتها تستعد للعودة من جديد الى الساحة الفنية، حيث بدأت التحضير لألبومها الجديد، لكنها في المقابل تعترف للقبس ان وضع الساحة لا يشجع الا على الاحباط، خصوصاً ان الموهبة لم تعد مقياساً للنجاح.
عانيت مؤخراً من صراع مع مرض السرطان، هل تمكنت فعلاً من هزيمة المرض الخبيث؟
أنا مؤمنة بالله وأعرف أن كلا منا معرض للإصابة بالأمراض |
الحمد لله تمكنت من اكتشاف الورم الخبيث في بدايته، وتمّ استئصاله ولم اضطر حتى إلى الخضوع لعلاج كيميائي، وهذا أمر ضروري للكشف عن سرطان الثدي في مراحله الأولى.
هل أصبت بإحباط ويأس لدى علمك بأنك مصابة بمرض خبيث؟
لا، أنا مؤمنة بالله وأعرف أن كلا منا معرض للإصابة بالأمراض، وقد كان الله معي لأنه شفاني من المرض، لكني لا أنكر أني أصبت بحالة من الحزن خصوصاً أني أم لطفلين، شعرت للحظة أن الحياة تتخلى عني وأنه لم يعد ثمة شيء مهم نأسف عليه. لكني كنت على يقين بأني سأتمكن من القضاء على هذا المرض بقوة إرادتي وتمسكي بالحياة، وقد اعتدت التعامل مع كل الأمور ببساطة بما فيها المرض الخطير.
هل شفيت تماماً أم ستخضعين للعلاج في المرحلة المقبلة؟
الأطباء أكدوا أني شفيت تماماً، لكني سأخضع للفحوص الطبية بين فترة وأخرى.
ماذا علمتك هذه التجربة القاسية؟
تعلمت أن أتعامل مع الأمور بروية لأن الحياة أبسط مما نتخيل ولا تحتمل كل هذه التعقيدات، كما تعلمت أن أتمسك بالحياة أكثر لأنها تستحق أن نعيشها بحلوها ومرها. مرضي نبهني إلى تفاصيل كثيرة لم اكن الاحظها وتتمثل بالعائلة والاصدقاء والاهل.
بعيداً عن قصة مرضك التي شغلت الصحافة أنت بعيدة عن الإعلام ومسيرتك الفنية تبدو غير مستقرة، لماذا؟
أولاً أحب أن أشير إلى نقطة مهمة وهي أني لم أكن أريد أن تخوض الصحافة في قصة مرضي، كل ما في الأمر أني كنت أفضفض إلى صديق صحفي بخصوص مرضي وتسرب الخبر وأخذ كل هذه الأهمية. أما بالنسبة الى ابتعادي عن وسائل الإعلام، فهي عادة دأبت عليها منذ احترفت الفن لأني لا أحب الظهور لمجرد الظهور، بل أفضل الظهور لأتحدث عن مشاريعي الجديدة. كما لا تهمني كمية الأعمال التي أقدمها بل نوعيتها، لذا أختار أغانيَّ بعناية قد تستغرق وقتاً طويلاً، وكل ألبوماتي تخدمني فترة طويلة، لذا صورت من ألبومي الاخير الذي اصدرته خمس اغنيات، وانا بصدد تحضير الكليب السادس، فبدل أن أطلق ألبوما كل ستة أشهر، أطلق ألبوماً واحداً وأعمل على تصوير كل أغانيه كي أعطيها حقها.
مشكلة!
لا شك في أن خياراتك الفنية بعيدة عن المنطق التجاري وتتميز برقيها، لكنها لا تجد صداها في الإذاعات والمحطات التلفزيونية كما تستحقين، لماذا؟
الغناء هو هوايتي التي لا أريدها أن تتحول الى مهنة |
كل الفنانين يعانون من مشكلة التسويق بسبب كثافة الإنتاجات الفنية، غير أني أولي الثقة لمديرة أعمالي فاتن برازي التي تبذل جهداً جباراً لناحية التسويق، لكن كما سبق وقلت في ظل هذه الزحمة لم يعد الجمهور قادراً على الإلمام بكل جديد، كما أن الأغنية باتت تسرق الأضواء بحسب تميزها، فلم يعد ثمة تركيز على الفنان بل على الأغنية ذاتها.
مشاكل فاتن برازي مع الفنانات لا تنتهي، هل أنت قلقة من الموضوع؟
أحكم على فاتن من خلال تجربتي معها، فأنا لا اتأثر بما يقوله الاخرون عنها، خصوصاً أن تجربتي معها أكثر من ناجحة، إذ إنها ساعدتني وبذلت جهداً جباراُ لتسويق أغنياتي.
هواية لا مهنة
ما زلت تصرين على أن الفن هواية وليس مهنة؟
نعم، فالغناء هو هوايتي التي لا أريدها أن تتحول الى مهنة كي لا اضطر الى تقديم التنازلات.
لهذا السبب لا تقدمين حفلات غنائية؟
كل ما قدمته لغاية الآن هو حفلات خاصة لتسويق الالبوم، لكني في الصيف الماضي أحييت حفلات عدّة في كل من سوريا ومصر.
هل عدلت عن فكرة رفضك الغناء في المطاعم؟
لا مانع إذا كان المكان محترماً، لكن هذا لا يعني أن اقبل بأي مطعم، بل يجب ان يكون هناك مستوى يليق بي.
سمعنا أن ثمة نية لديك لتوقيع عقد مع شركة روتانا؟
لا لأننا لم نتوصل إلى اتفاق، فقد اجتمعنا مرات عدة، لكن كان من الصعب تقريب وجهات النظر، خصوصاً ان لدى روتانا ما يكفي من الفنانين مع العلم اني بدأت مسيرتي الفنية مع روتانا.
لماذا لم تتوصلي الى اتفاق مع الشركة ما دمت لست غريبة عنها؟
بحسب علمي الشركة لا تعقد حالياً اتفاقا مع فنانين جدد، لكن رغم اني خارج الشركة، ألمس اهتماما باعمالي وكليباتي تعرض على شاشتهم.
عائلتي أولا
تصرحين باستمرار أن عائلتك تأتي في المقام الأول، وفي مرتبة متأخرة يأتي فنك، هل مازلت عند قرارك بعد أن كبر ولداك؟
لم نتحدث عن الفن الا قليلاً في مقابلتنا |
لعل قراري هذا هو الذي دفعني إلى الانتظار حتى دخول اولادي إلى المدرسة كي اتابع نشاطي الفني، لذا حاولت التعويض من خلال تكثيف نشاطي لكن الظروف التي ألمت بي جعلتني أتوقف فترة لأعاود نشاطي بعد شفائي.
أنت من الفنانات الملتزمات بخط فني راق، ألا يؤثر وضع الساحة الفنية المتدهور على معنوياتك؟
لا شك في أن الفن اليوم أصبح مشوهاً بعد أن دخلت عليه عوامل المادة والاغراء، في الماضي، كان كافيا ان يعرف الفنان بفنه، بينما اليوم المسألة مختلفة، بدليل أننا لم نتحدث عن الفن الا قليلاً في مقابلتنا.
هل أنت ضد أن تتدخل الصحافة في حياتك الشخصية؟
أعتقد ان اخباري الخاصة لا تهم الجمهور إلا في حدود الخطوط العريضة، أما أن تتدخل في خصوصياتي واسرار بيتي فهذا امر لا اقبله لأن لكل بيت أسرارا.
مؤخراً تعرضت لحرب قاسية من خلال ترويج إشاعات مغرضة عنك، من يحاربك؟
المحبون كثر، لذا أفضل ألا أرد على الإشاعات كي لا اعطيها اكبر من حجمها ولأن الحديث عن الإشاعة يساهم في تأجيجها، وانا بطبعي لا ارد على شيء اعتبره سخيفاً.
لأجل من قد تتخلين عن الفن اذن؟
لأجل عائلتي وأولادي، وحينها سأتخذ قراري من دون تردد ولا ندم.
لرسالة نورا لموقع فرفش - إضغطوا هنا
للتواصل معنا 