وقفت تصرخ في الجمع المحيط بها. لم يكن في عينيها غضب وحسب. كان غضباً وحقداً وحسرة وتوسّلاً. لم تنتبه ربما إلى عدسة الكاميرا التي تقصدت الانتباه اليها. كانت العدسة تنتظر المتسابقة في خروجها الخائب من غرفة امتحان "سوبر ستار 2"، تتربص بها. صوّرتها وهي تصرخ بهلعها الذي لا يليق إلا بأبواب مغلقة: "عدني ما غنيت.. والله بعدني ما غنيت"... مشهد آخر. فتاة أخرى والكاميرا ذاتها. هذه تبكي. منكسرة تشهق لذرف الدموع. مجروح صوتها مخنوق، وذليل توسّلها إلى ذلك الرجل يتأسف منها: "عذراً، لقد فاتك التقدم إلى الامتحان". لكنّ العدسة لم تفوّتها، أرادت أن تقدمها قرباناً آخر لضريح النجومية المشتهاة، على مرأى من الجماهير.
أحد المشاركين الناجحين
عاد "سوبر ستار". أنهى دورته الأولى بتظاهرات وجدل طال أنظمة الحكم العربية وشركات الاتصالات. أطلقت ديانا كرزون ألبومها. شهد شاي "ليبتون" رواجاً تجارياً. وقّع ملحم زين عقداً سرياً في مؤتمر صحافي علني. لم يحلق ذقنه أمام الكاميرا هذه المرة. تم استبعاد تونيا مرعب من لجنة التحكيم لجرأتها التي خرقت حياء المجتمع العربي واخترقت سقف "المستقبل".. عاد البرنامج إلى غير المشهد الذي غادره: الساحة الآن ملأى واللعبة صارت أكثر عنفاً وشراسة... هذا هو حال سوبر ستار الذي انتظره الجميع.. وما خاب الظن، فعودته من خلال الحلقات الاربع التي شاهدناها جاءت صاخبة واعدة، مثلما كانت نهاية "سوبر ستار 1" منذ نحو 6 اشهر. الياس الرحباني اعلن انه اتى ليبحث عن الاصالة، وشاهد بام عينه مع باقي اعضاء لجنة التحكيم ان البحث عن الاصالة مهمة شاقة رافقها الكثير من المشاهد المضحكة واللقطات الفكاهية التي انست اعضاء اللجنة احياناً ضخامة العدد الذي لا يزال ينتظر في الخارج.
فيلم رعب أو لجنة تحكيم؟؟؟
وماذا مع المشاركين؟ هنالك من جاء واطرب بصوته، وهنالك من خلا من اي صفة "سوبر ستار" الا الجرأة الزائدة التي دفعته للمغامرة وثمة من اعتبر نفسه "سوبر ستار" متوجاً اصلاً لكن تحاك ضده مؤامرة، كحال المشتركة سيبان العلي التي خذلها كبريائها فدعت الجميع الى المغادرة واعتبرت نفسها السوبر ستنار. مقدما البرنامج ايمن القيسوني ورانيا الكردي رافقا كل المشاركين في الدول العربية وفرنسا في لحظاتهم السعيدة والحزينة، واكثر من مرة اخذا على عاتقهما مواساة "المرفوضين" الذين بكوا بكاءً شديداً يبعث في القلب حسرة ولوعة.. وفي المقابل لم يبخل ايمن ورانية بمعانقة وتقبيل الفائزين.. وشاركا في اللحظات الفكاهية بكل عفوية وحماس..
للتواصل معنا 