فنانة من طراز خاص، تغني وترقص وتمثّل بثقة وذلك لأن موهبتها شاملة وأكيدة. لا تتفوّق لديها موهبة على أخرى، إذ تغني بإحساس وصوت مرهفين، وترقص بليونة وطواعية بالغتين، وتجسّد الشخصيات بمهارة متقنة إلى درجة أنك تعتقد وهي تؤدي دور "زنوبياً" أنها فعلاً ملكة تدمر. مع مجلة لها كان لكارول سماحة هذا الحوار... إنطلاقاً مما حدث أخيراً حول صدور قرار من نقابة الموسيقيين في مصر يقضي بمنعك من الغناء في مصر بعد تقديمك بحسب قولهم "وصلة من الرقص الساخن" في أحد المنتجعات السياحية هناك، هل صحيح أنك قدّمت رقصاً فاضحاً أدّى بالصحافة المصرية إلى شنّ هجوم ضدّك وبالتالي دفع بالنقيب منير الوسيمي بأخذ هذا القرار؟
هل يعقل أن أقول ان الأوان ليعرف الجمهور كم أنا انسانة جميلة؟ هل أنا غبية إلى هذه الدرجة؟!!!
أولاً لم أتلق أي رسالة رسمية من النقابة تفيد بمنعي من الغناء في مصر، بل تلقّيت هذه الأخبار من الصحف والمجلات كما تمّ تداولها. ثانياً، حصل سوء تفاهم كبير بيني وبين نقيب الموسيقيين منير الوسيمي الذي أبادله كلّ الإحترام والتقدير، وذلك بسبب رقصة "تانغو " قدّمتها خلال حفلة كنت أحييها في الساحل الشمالي في مصر، وتحديداً في منتجع سياحي كبير، حيث كان الحاضرون يرتدون ملابس البحر. وهذه الرقصة كما هو معروف عالمية وشهيرة، بمعنى أنني لم اخترع خطواتها من تلقاء نفسي. ورغم هذا لم أفهم لماذا حوّلوا هذه الرقصة الراقية، التي تسمّى في بلادنا رقصة الصالونات، إلى رقص ساخن أو "ستريبتيز" علماً بأنني رقصتها مع راقص لبناني محترف. وبصراحة لا أعرف كيف يمكن للفنان أن يقدّم فنّاً استعراضياً راقصاً في ظلّ عدم قدرة البعض على التمييز بين الفن الراقي والخلاعة، وهذه مشكلة ثقافة كبيرة. شيع أنه لن يتمّ التراجع عن قرار منعك من الغناء ُفي مصر إلا بعد اعتذارك من الجمهور المصري وذلك لتعودي إلى مزاولة نشاطك الطبيعي في مصر. هل هذا صحيح؟ وهل كما قيل إن الصحافة المصرية هي التي صبّت الزيت على النار؟ لم أعتذر لأنني لم أخطئ رغم أن الإعتذار فضيلة للإنسان المخطئ. ولكن ما حصل أن أحد الصحافيين المصريين كتب مقالاً سلبياً ضدّي بعد إحيائي الحفل وقال فيه أين النقابة وأين الحكومة مما يحصل؟ الأمر الذي ولّد نيات سيئة لدى البعض مما استدرج النقابة لفعل شيء ما تجاهي. وإذا قرأتم هذا المقال ستقولون إن هناك انقلاباً عسكرياً سيحصل! ولم يكتفِ بذلك بل كتب جملاً عن لساني بما معناه أنه آن الأوان لكي يعرف الجمهور كم أنا فنانة جميلة؟! هل يُعقل أن أقول ذلك؟ ومَنْ يعرفني يعرف تماماً أن هذا ليس منطقي في الكلام، كما أني لست فنانة غبية حتى أقول كلاماً كهذا. ويؤسفني وجود بعض الصحافيين الذين باتوا يؤلفون سيناريوهات وهمية لشدّ انتباه الناس بعناوين مثيرة. هل أنت منزعجة مما حصل خصوصاً أن مثل هذه الإتهامات قد تضعك في خانة الفنانات اللواتي يتمّ منعهن من الغناء أو الدخول إلى بعض الدول العربية وأنت المعروفة بفنّك الإستعراضي وصوتك الجميل وأعمالك المسرحية الراقية؟ بصراحة هذا الموضوع لم يهز لي رمشاً لأن ضميري أكثر من مرتاح. فأنا لم أسئ إلى أحد، كما أحترم كلّ الثقافات. ولطالما قدّمت أعمالاً فنية ذات قيمة راقية ومحترمة. وكلّ ما قدّمته لا يبلغ واحداً في المئة ممّا قدّمته الأفلام المصرية من قبلات حارّة وإيحاءات بدءاً من أفلام فاتن حمامة ونبيلة عبيد ونجلاء فتحي وميرفت أمين وصولاً إلى اليوم. فهناك الكثير من الأفلام التي تسلّط الضوء على التحرّش الجنسي، كما لا يمكن نسيان المشاهد الجريئة التي كانت تسيطر على معظم أفلام سعاد حسني وهند رستم. أنا لم أقدّم يوماً مشهداً جريئاً أو قبلات، وكلّ ما قدّمته رقصة معروفة وعالمية. ولكن ما حدث كان بفعل بعض الصحافيين المغرضين، وهنا لا أقصد كلّ الصحافة لأن هناك صحافة حرّة مشكورة على وقوفها بجانبي. هناك الكثير من الناس يسألون لماذا ترقص كارول سماحة في كليباتها وترتدي الفساتين الجريئة رغم أنها تتمتع بصوت جميل وموهبة متميزة خصوصاً أنك لست في حاجة إلى إظهار جمالك، كما أنك لست مضطرة لتقديم الرقص طالما أنك فنانة حقيقية؟
لا أفهم لماذا يعتبر البعض أن الرقص فيه انتقاص من قيمة الإنسان؟!
أنا لا أرقص لأنني مضطرة بل لأنني أحبّ الرقص. فأنا فنانة معروفة منذ سنوات بأنني ممثلة استعراضية أرقص وأغني على المسرح. وإذا كان هناك أناس يجهلون ذلك فهذه ليست مشكلتي لأن الذنب ليس ذنبي إذا لم يتسنّ للجمهور مشاهدتي على المسرح في "سقراط" وغيره من الأعمال المسرحية التي شاركت فيها. فالرقص ليس جديداً عليّ، فأنا فنانة شاملة أمثّل وأغني وأرقص وأعبّر بكلّ ما فيّ من أحاسيس. وبصراحة أنا فنانة معروفة ولي اسمي في هذا المجال، ولكن يؤسفني أنهم يربطون الرقص بالإغراء والجسد والغرائز رغم أنه فنّ مثل كلّ الفنون. فثمة مشكلة في نظرة الناس إلى الفنون. فبالنسبة إليّ كلّ عمل يقتضي مني تأدية دور معين، فعندما قدّمت "زنوبيا" كنت نصف رجل وتخلّيت عن أنوثتي وارتديت ملابس حرب. فهذا يعني أنني كفنانة عليّ أن أتماشى مع جوّ العمل الذي أقدّمه من ناحية الإستعراضات أو الملابس أو أمور أخرى. فما قدّمته في الحفلة البحرية التي أحييتها في مصر لا يخدش النظر ولا الحياء، خصوصاً أنني كنت مرتدية فستاناً زهرياً يصل طوله إلى ما تحت الركبة، وهو الفستان الذي ارتديته في إعلان "بحر النجوم". ذكرت أن الأفلام المصرية كانت تتضمّن مشاهد ساخنة من قبلات ومشاهد وملابس جريئة، ولكن أنت كمغنية غير مطلوب منك ذلك بينما في التمثيل مطلوب من الممثل أن يؤدي كلّ الأدوار لأن ذلك يكون من صلب النص والدور الذي يؤديه، كما أن الإيحاءات تكون عنصراً مساعداً لفهم الرسالة التي يحويها الفيلم؟ لا أفهم لماذا يعتبر البعض أن الرقص فيه انتقاص من قيمة الإنسان؟! ولا أفهم عندما يقولون إن السينما موضوع آخر. فلماذا يقبلونه في السينما ولا يقبلونه في الكليبات مثلاً؟ فعندما قدّم يوسف شاهين أفلامه الجريئة انتقدوه بقوّة حتى أن البعض شتموه، كما أن خالد يوسف قدّم فيلماً عن الشذوذ والفساد وواجه الكثير من الإنتقادات اللاذعة. هل يريدون منّا أن نقدّم فنّاً نكذب فيه عليهم أو نظهر لهم أموراً مزيفة لا تمتّ إلى الواقع بصلة؟ الفن هو مرآة يظهر حقيقة المجتمع إن كان في السينما أو في المسرح أو في الإستعراض. كما أن وظيفة الفن أن يُظهر أوجهاً عدّة في الحياة. فأنا أوّل فتاة ظهرت وقلت إنني ضدّ استغلال جسم المرأة في الإعلام وتسويقه كسلعة وإنني ضدّ الإستفزاز والمبالغة. لذلك أقول إنني أقدّم فنّاً محترماً ومحترفاً. فرقص الصالونات فنّ فيه الكثير من الإنفعال، وعندما ظهرت هذه الرقصة في الأرجنتين قبل أكثر من مئة سنة، هناك الكثير ممّن حاربوها. كما أن شيريهان ونيللي عندما قدّمتا فوازير واستعراضات، كان هناك شباب يحملونهما ولم يعترض أحد على ذلك بل على العكس أحبّهما الجمهور. أما أنا فقد قدّمت هذه الرقصة المتعارف عليها على شاطئ البحر لأناس يرتدون ملابس بحر وليس على الشاشة. من تنافس كارول سماحة في مصر؟ ومن هم الفنانون الذين تشكّل كارول خطراً عليهم؟
سأبتعد عن المسرح لأكثر من سنتين أو ربما ثلاث
ربما أنافس الأشخاص الذين أخذت من دربهم حفلات كثيرة نظراً إلى نجاحي. وهذا ما جعل البعض يضمرون لي الأذى دون أن يكون بيننا أي خلاف أو سوء تفاهم. هل ستدخلين السينما المصرية من بابها الواسع خصوصاً أنه عُرض عليك الكثير من السيناريوهات التي رفضتها من قبل؟ هذا صحيح، وفي شكل رسمي ومع شركة إنتاج محترمة جداً وفي عمل في غاية الإحتراف. هل تجمعك صداقات بالفنانين المصريين؟ تجمعني صداقة بنيللي وإلهام شاهين وأحمد السقا. هل شاهدت مسرحية "عودة الفينيق" للرحابنة الذين كنت بطلة لمرّات عدّة معهم؟ وما رأيك ببطلة الرحابنة الجديدة هبة طوجي؟ بصراحة ليس لديّ أدنى فكرة عن الموضوع. وبالطبع الرحابنة يعرفون تماماً كيف يختارون أبطالهم وبطلاتهم وقصصهم. ولم يتسنّ لي مشاهدة هذا العمل لأنني كنت خارج لبنان في وقت عرضه. هل كنت راضية عن آخر أدوارك "زنوبيا" مع الرحابنة؟ بالطبع، ويمكن اعتباره أصعب دور في حياتي. ولكن أحزن عندما لا يتسنى لنا أن نجول بالمسرحية كلّ الدول العربية. هل ستعودين إلى المسرح أم أنك أبعدته هذه الفترة عن مفكّرتك لإنشغالك بالغناء والسينما؟ سأبتعد عن المسرح لأكثر من سنتين أو ربما ثلاث، وذلك بسبب انشغالي بالأسفار والحفلات، بالإضافة إلى الألبوم الجديد الذي سأصدره في شهر شباط المقبل. ولكن من المقرّر أن أصدر أغنية منفردة قبل صدور الألبوم، وهي أغنية "علي" التي تتميّز بلونها الصعيدي المصري المختلف. وهذه الأغنية هي ثمرة جهد جماعي، تعاون على إنجازها كلّ من محمد رحيم وهوفانس كاي وفنان هندي، وهذا العمل لا يشبه أي عمل في الأسواق لا قديماً ولا حديثاً. كيف تصفين كليب "مجنونة" مقارنة مع كليباتك السابقة؟
أشعر بأن العام 2009 سيكون مليئاً بالنجاح والحبّ والأعمال
في كلّ عمل أقدّم شيئاً جديداً ومختلفاً عن السابق في الأداء والصورة والمضمون. هل أعجبتك إصدارات غنائية جديدة؟ لم تعجبني ألبومات بكاملها بل أغنيات معنية ومنها، أغنية "بتمون" لإليسا، "خاينة" لمروان خوري. بعد انفصالك عن نقولا سعادة نخلة من يدير أعمالك وهل تغيّرت سياسة إدارة أعمالك؟ هناك فريق عمل يساعدني في كلّ أموري الفنية، فعلى سبيل المثال يساعدني ماريو الأسطا في إدارة الأعمال، وإليان الحاج في الشؤون الصحافية. ورغم وجود أشخاص يساعدونني، فإن دوري لا يقلّ شأناً، إذ أتدخل في كلّ صغيرة وكبيرة تخصّ عملي حتى في مسألة الألوان والصور وما شابه. ولأنني أحبّ الفن أخطط كثيراً لما أريد فعله بعد كلّ فترة حتى لو كان قراري غير صائب، إلا أن الخطأ يعطي بصمة. ماذا عن مشاريع كارول العاطفية؟ وهل من جديد عاطفي؟ وهل يمكن أن تدخلي القفص الذهبي مع بداية العام 2009؟ أشعر بأن العام 2009 سيكون مليئاً بالنجاح والحبّ والأعمال كما عامي 2007 و 2008. ففي هذه السنة كانت إدارة أعمالي جديدة ومختلفة، كما أني اتخذت قرارات حاسمة على الصعيدين العملي والشخصي. فأنا اليوم لا يمكنني أن أتكهن بما يمكن حصوله، ولكن أتمنى أن يكون هناك شيء جديد على الصعيد الشخصي.
للتواصل معنا 