ارتبطت كثيرٌ من العلامات التجارية للسيارات بأحداثٍ تاريخية أو برموز فنية، وربَّما بهوسٍ شخصي لمصنّعيها الأوائل. ولكن، مع الأيام تزول تلك الأسباب، فتختفي معاني الرموز، ويضيع معها شيء من التاريخ.
فشعار "بي أم دابليو"، الذي يمثّله نصل مروحة أبيض ضد سماء زرقاء، يدلّ على أصول الشركة التي كانت تصنع طائرات عسكرية أثناء الحرب العالمية الأولى، قبل أن يتمّ منع ألمانيا من صناعة الطائرات سنة 1919، ويتحول المصنع إلى إنتاج الشاحنات والدراجات النارية ثم السيارات.
كما أن قصّة علامة "فيراري"، التي يمثّلها حصان شتوتغارت، تعود إلى أنه كان لـلإيطالي "إنزو فيراري" صديقٌ طيار أسقط خلال الحرب العالمية الأولى طائرة ألمانّية كانت تحمل هذا الشعار، فاحتفظ به تذكارًا. وعندما فتح "إنزو فيراري" مؤسَّسة السباقات الخاصة به، تبنّى هذا الرمز.
وقد تكون للعلامة أحيانًا فلسفة خاصة، مثل علامة "مرسيدس" التي تمثّل دائرة مفرغة تضمّ نجمةً ثلاثيّة، وذلك دلالة للسيطرة على كل من الأرض والبحر والهواء، ويعود تاريخها إلى 1937، وقد ظهر هذا الشعار لأول مرة في شركة دايملر عام 1909، وأضيف إليه إكليل الغار عام 1926 ليمثّل اتحاد الشركتين معاً.
أما الحلقات الأربع المتداخلة لسيارات "أودي"، فهي حلقات اتّحاد مصنّعي هذه السيارة سنة 1932، وهم: "أودي" و"دي كادابليو" و"واندرر" و"هورش".
بينما يرتسم شعار سيارات "سيتروان" على شكل شريطين يمثّلان أسنان نقل الحركة، حيث كان "أندريه سيتروان" يعمل في مجال السيارات عن طريق بناء عجلات نقل الحركة.
أما سيارة "ماسيراتي"، فشعارها حربة ثلاثية في قلب شعار بيضاوي، ويمثّل رمز مدينة بولونيا، حيث كانت تصنع السيارات.
ويظهر اسم أصحاب الشركات في عدد من الشعارات المشهورة، مثل "فورد"، حيث نرى كلمة "Ford" باللون الأبيض داخل مسطح بيضاوي أزرق؛ والكلمة مكتوبة بالخط نفسه الذي قام بتصميمه المهندس هارولد ويلس لبطاقاته الخاصة، حيث أعجبت "هنري فورد" فاتخذها علامة تجارية لشركته منذ سنة 1903. ويشير اللونان الأزرق والأبيض إلى الألوان الرسمية للولايات المتحدة في السباقات.
في حين نرى في علامة شركة "لوتس"، الأحرف الموجودة في أعلى الشعار، وهي أحرف أولى لاسم مؤسِّسْ شركة لوتس، وهو "أنطوني كولين بروس". و"لوتس" هو اسم زهرة صفراء اللون، ويعود اللون الأخضر إلى سيارات السباقات البريطانية.
وبعض العلامات تعتمدُ على رمزٍ فني، مثل سيارة "مازدا" التي تمثّل علامتها شكلاً جديداً لزهرة التوليب، وكان الفنان "ري يوشيمارا" قد طوّره على شكل أجنحة ممتدة، وتعني بالنسبة إلى "مازدا" الإبداع والمرونة.
أما سيارة "ميتسوبيشي"، فهي تعني باليابانية الماسات الثلاث. إذْ يُقال أيضاً إنّ علامتها تصوّر مروحية السفن، حيث أصل الشركة، وكانت باكورة إنتاجها من السيارات سنة 1917.
ومن هذا النوع علامة سيارة "أوبل" التي تتمثل في علامة البرق وسط دائرة. ويظهرُ أحيانًا الهوس الشخصي لأصحاب بعض الشركات، وذلك لتحديد شكل العلامة، فعلامة سيارة "هومل"، مثلًا، هي ثلاث سنابل، وتظهر تعلّق رئيس الشركة "ميشال هومل" بالريف.
وجاء "لامبورغيني" ليقدم علامته التجارية على هيئة ثور هائج، إذ كان مُغرمًا بمصارعة الثيران، وغالبية أسماء موديلات سيارات هذه الشركة ترتبط بأسماء الثيران.
للتواصل معنا 