في جميع أنحاء الصين، هناك مئات من المدن التي تحتوي على كل شيء تقريباً يحتاجه الفرد في نمط الحياة الحضرية الحديثة: المجمعات السكنية الشاهقة، واجهات المياه المبهرة، ناطحات السحاب، وحتى الفن العام، كل شيء ولكن باستثناء عامل رئيسي واحد: الناس! ولكن ما السر وراء اختفاء البشر من هذه المدن؟، وما السر وراء حداثتها المبهرة الواضحة في جميع أرجاء المدن الصينية تلك؟، وهذا ما سنعرضه لكم من خلال التقرير التالي.
تشكل هذه المدن الغامضة -التي تكاد تكون خالية تماماً من أي وجود بشري على الإطلاق- جزءًا من خطة الصين الكبيرة لنقل ما يصل إلى 300 مليون مواطن يعيشون حالياً فى المناطق الريفية إلى مواقع حضرية. تلك الأماكن منتشرة في جميع أرجاء الصين، ولعل أبرز مثال لتلك المدن هي منطقة "كانغباشي".
تلك المنطقة المبهرة الحديثة للغاية التي تحتوي على جميع معالم الحياة الحديثة بمقوماتها المختلفة مستعدة وجاهزة ليتم احتلالها من قبل السكان. وقد قام أحد المصورين المحترفين بالتوجه إلى الصين، وذلك عام 2015، لاكتشاف تلك المدن الغامضة وتوصيقها، التي أبدى خلال سفره انبهاره بتلك الخطة الحضارية التي تنتهجها الصين في محاولة تحسين معيشة سكانها في الريف.
حيث قام "كامرير" بتصوير منطقة كانغباشي في أوردوس، ومنطقة يوجيابو المالية بالقرب من تيانجين، وتصوير بحيرة ميكسي بالقرب من مدينة تشانغشا -تلك المدن التي تعد خالية تماماً من أي وجود بشري ضمن خطة الصين الحضارية لتحسين معيشة سكانها في الريف.
وقام خلال تلك الجولة بتكوين سلسلة مصورة مكونة من صور مختلفة للمدن، وسمَّى تلك السلسل باسم "المدن غير المولدة"؛ حيث تصور نوعاً جديداً تماماً من التنمية الحضارية، وقال تعليقاً على ما رآه: "خلافاً للولايات المتحدة، حيث غالبًا ما تبدأ المدن كمستجدات صغيرة وتنمو وفقاً للصناعات المحلية، يتم بناء هذه المدن الصينية الجديدة إلى نقطة قرب الانتهاء قبل إدخال الناس". وكما قال "كامرير": "الحداثة البارزة والواضحة والموحدة في هذه المدن هي التي أثارت اهتمامي في الأصل"، وبسبب تلك الحداثة التي تمتلكها تلك المدن وصفها المصور "كامرير" بأنها "سريالية" و"خارقة".
للتواصل معنا 