السفر الأسرع من الصوت ممكنا خلال سنوات.. جيل جديد من الطائرات!

لكن يجب على المهندسين أولاً حل التحديات التقنية والتجارية والبيئية التي أفشلت الجهود السابقة في السفر الأسرع من الصوت، وأبرزها طائرات كونكورد العابرة للمحيط الأطلسي. فقد سافرت طائرات كونكورد التابعة للخطوط الجوية البريطانية والخطوط الجوية الفرنسية من 1976 إلى 2003 على طرق دولية مثل نيويورك إلى لندن في أقل من ثلاث ساعات.

لكن "الطائرة البيضاء العظيمة" كانت فظيعة على البيئة ولم تتمكن من تحقيق ربح، حتى مع متوسط ​​أسعار الرحلات ذهاباً وإياباً في حدود 12 ألف دولار. تأمل مجموعة من الشركات الناشئة أن يؤدي اتباع نهج جديد -مواد خفيفة الوزن وتقنيات محركات فعالة وأنواع وقود أنظف- إلى جعل الطائرات الأسرع من الصوت أرخص بكثير في التشغيل، وبالتالي تصبح مُجدية اقتصادياً للسفر اليومي.

إذ تعمل شركة Aerion المدعومة من Boeing، على تطوير طائرة تجارية أسرع من الصوت يبدأ إنتاجها بفلوريدا في عام 2023، وستكون جاهزة للتسليم للعملاء بحلول عام 2027. فقد طلبت شركة NetJets الأمريكية 20 طائرة مقابل 120 مليون دولار لكل منها.

هذا الأسبوع أيضاً، صاغت شركة Aerion مفهومها لطائرتها: طائرة تجارية أكبر تتسع لـ50 مقعداً وتطير بسرعة 4 ماخ مضاعف -أكثر من أربعة أضعاف سرعة الصوت- "مما يتيح الطيران بين لوس أنجلوس وطوكيو في أقل من ثلاث ساعات". فيما ستبدأ Boom Supersonic، بدعم من الخطوط الجوية اليابانية، وAmerican Express Ventures وEmerson Collective وغيرها، إنتاج طائرتها Overture الأسرع من الصوت في عام 2023.

ستتسع لـ65-88 شخصاً، وستبدأ الرحلات الجوية التجارية في عام 2029، وفقاً لما قاله المؤسس والرئيس التنفيذي بليك شول لـAxios. هدفه، كما يقول، هو "أربع ساعات إلى أي مكان مقابل 100 دولار". وهذا طريق طويل، لكن الشركة تهدف إلى البدء بتقديم أسعار مماثلة لدرجة رجال الأعمال اليوم. وتطور مجموعة من الشركات الناشئة الأخرى، ومن ضمنها Hermeus وSpike Aerospace، طائرات أسرع من الصوت.

غير أن الاستدامة، وليس السرعة فقط، هدف أساسي. تقول الشركات، إن الطائرات الجديدة ستكون أقل ضرراً على البيئة، لأنها مصممة للعمل باستخدام وقود الطيران المستدام (SAFs). فيما يُصنع SAFs من مواد أولية مستدامة مثل النفايات الصلبة المنزلية أو الطحالب أو زيت الطهي المستخدم، ويزعم المنتجون مثل BP أن بإمكانهم إنتاج انبعاثات كربون أقل بنسبة تصل إلى 80% مقارنة بوقود الطائرات التقليدي.

لكن هناك نقصاً في المعروض من SAFs، لذلك يحتاج الإنتاج إلى التوسع بشكل كبير في السنوات القليلة المقبلة؛ لتلبية الطلب على الطائرات الأكثر نظافة. لكن بالنسبة لجميع التطورات الواعدة، لا تزال الرحلات الجوية التجارية الأسرع من الصوت مقيدة بالعقبات التنظيمية، كما يحذّر إيان بويد، أستاذ هندسة الطيران في جامعة كولورادو.

أكبر مشكلة، على حد قوله، هي الضوضاء المرتبطة بالطيران الأسرع من الصوت، عند الإقلاع والهبوط وعلى ارتفاع 60 ألف قدم. كما أن الطائرات التي تتجاوز سرعة الصوت -نحو 760 ميلاً في الساعة- تخلق موجات صدمة تضرب الأرض بصوت مذهل، أو "دوي اختراق حاجز الصوت".

هذا هو السبب في أن إدارة الطيران الفيدرالية لن تسمح لهم بالتحليق فوق اليابسة، وحصرها في الطرق الجوية العابرة للمحيطات. كما أن باحثي ناسا، إلى جانب شركة Lockheed Martin، يصممون طائرة أسرع من الصوت تُحول دويَّ اختراق الصوت إلى "دويٍّ خفيف". إذ تخطط ناسا لتحليق الطائرة فوق مجتمعات أمريكية مختارة، لترى كيف يتفاعل الناس. وستساعد هذه البيانات المنظمين بعد ذلك على وضع معايير الضوضاء للرحلات الأسرع من الصوت.