في حفل لأبناء جالية مسلمي أمريكا بمناسبة العيد، تم اقتراح إمكانية ابتكار تذكار لهذه المناسبة، وتواردت وكثرت الأفكار بين المتحدثين، إلي أن سأل طفل يمسك بيد أمه "لماذا لا نفكر في أن نطبع طابعا بريديا لمناسبة العيد لدى مصالح البريد ويوزع عبر أمريكا ويكتب عليه شعار المسلمين الأميركيين (عيد مبارك)؟.
أعجب الجميع بالفكرة ورحبوا بها وتكفل بها البالغون من أبناء الجالية لتحقيقها وتنفيدها على أرض الواقع، رغم عقبات كيف يمكن نقل الفكرة لمصالح البريد؟، والتي تعتبر الجهة المعنية بالمشروع، ومن سيقوم برسم اللوحة حتى تكون بجمال الفكرة والمعاني؟. وأفادت قناة"الحرة"، أنه تم الاستقرار علي الفنان الأمريكي محمد زكريا لتصميم الطابع، وزكريا متخصص في الخط العربي، الذي يملك إبداعات في هذا المجال، وهو من مواليد فرجينيا من عائلة مسيحية.
ولدت علاقة عشق بين "زكريا"، وفن الخط العربي، وسافر إلى بلدان المغرب وتركيا وسورية لدراسته على أصوله ومن أهله من العرب والمسلمين، واحتاج إلى سنوات طويلة ليتمكن من امتلاك الفن بكل أصوله، وأقام ورشة أسفل بيته لرسم لوحاته وصناعة الخط العربي في أميركا.
بدأت نجاحات الرجل تملأ الأسماع وباتت منجزاته الفنية تملأ القاعات الرسمية لكثير من المؤسسات الأميركية وأخرى من دول العالم الإسلامي، ونجح في أن يجعل إبداعه من الخطوط والفنون مرجعا يُدرس في الجامعات والمعاهد الأميركية. قدم "زكريا"، لمصالح البريد الأمريكية 3 اقتراحات تختلف في خطوطها وفي خلفيتها، تم مراجعتها من قبل مصالح البريد بعد أيام، لتقول له إنها اعتمدت تلك اللوحة التي خلفيتها خضراء ولون الخط فيها العنابي، لأنها تعتقد أنها الأجمل من بين اللوحات المقترحة.
قبل أسبوع من العيد في 2004، طرحت مصالح البريد في أميركا أول طابع بريدي يحمل "عيد مبارك"، شعار عيد المسلمين الأمريكيين للبيع في مكاتبها. قامت كثير من العائلات المسيحية بطلب الطابع البريدي تذكارا لها لأن رسمه جعله أقرب إلى شجرة الميلاد، ما جعله تذكارا مفضلا لدى تلك العائلات في أعياد الميلاد. في النهاية نجح طفل صغير بذكائه الفطري في دفع إناس بالغين لتنفيذ فكرته، ونجح محمد زكريا، الفنان الأمريكي الذي عشق الشرق بكل تفاصيل الفن والحضارة في مد أميركا بلوحة فنية غاية في الجمال والتفرد.
للتواصل معنا 