Farfesh.com
spacer
spacer
spacer
مسلسلات رمضان 2024
spacer
spacer
spacer

جاسوسة فلسطينية تروي: هكذا يجند الصهاينة العملاء في غزة

موقع فرفش
00:30  21/09/2014
Share  

ألقت رواية أرملة فلسطينية، "48 سنة"، كانت حركة حماس اتهمتها هي وزوجها بالتجسس لمصلحة إسرائيل عام 2012، نظرة نادرة إلى جانب الجاسوسية السري في الحرب بين إسرائيل و"الحركة الإسلامية". وقتل زوج هذه الفلسطينية في ذلك العام على يد مسلحين بالقطاع بسبب التجسس لمصلحة إسرائيل، واعتقلت هي أيضا، وهي أم لـ7 أبناء، على يد عناصر حماس بسبب تقديمها المساعدة لزوجها.

بناء على ما ذكرته هذه الفلسطينية، استغل عملاء أمنيون إسرائيليون مرور زوجها بضائقة مالية منذ 10 سنوات، وأغروه للتعاون معهم بأن عرضوا عليه تصريحا بالعمل في إسرائيل، ثم جندت هي أيضا لاحقا عندما سُمح لها باصطحاب أحد أبنائها إلى إسرائيل لتلقي علاج طبي. ووصفت هذه المرأة الفلسطينية، في مقابلة مع وكالة "أسوشييتد برس"، السنوات التي قدمت خلالها، هي وزوجها، المعلومات إلى إسرائيل، بالقول: "كانت حياتنا جحيما. كنا مذعورين. كنت أنظر خلفي عندما أخرج إلى السوق وأشعر بالخوف لرؤية أي سيارة شرطة".

جاسوسة فلسطينية تروي: هكذا يجند الصهاينة العملاء في غزة صورة رقم 1
تعتمد إسرائيل، على مدار التاريخ، على عملاء يتعاونون معها ضد الحركات الفلسطينية والنشطاء

أفرج عن هذه السيدة، التي اشترطت حجب اسمها لأن حماس لا تسمح للعملاء المفرج عنهم بالحديث إلى الصحف، في ديسمبر "كانون الأول" الماضي. وتعتمد إسرائيل، على مدار التاريخ، على عملاء يتعاونون معها ضد الحركات الفلسطينية والنشطاء، وكانت تجند هؤلاء بوسائل تتنوع ما بين الإيقاع في المصيدة، والابتزاز، إلى النقود والإكراميات. وبدورها، تبذل حماس كل ما في وسعها لوقف العملاء، خاصة بإعدامهم علنا لردع الآخرين، إذ إنها تحمّلهم مسؤولية مساعدة إسرائيل على اغتيال عشرات من كبار قادتها.

وقالت مصادر مطلعة لـ"الشرق الأوسط"، إن طرقا مختلفة تؤدي إلى كشف العملاء، مثلا عن طريق تصرفاتهم، كمشاهدتهم مرارا في محيط مقر أمني تقصفه إسرائيل لاحقا، أو استفساراتهم من الآخرين عن ناشطين. ويعتقل آخرون لأسباب أخرى مثل حيازة المخدرات، لكنهم يعترفون أثناء التحقيق بتورطهم في العمالة. بينما يعتقل آخرون بعد وشاية من عملاء آخرين. وقال أحد المسؤولين بوكالة الاستخبارات الداخلية في إسرائيل "شين بيت" التي تدير ملف العملاء الفلسطينيين: "كل شيء يبدأ وينتهي بالمال". ويجند كثيرون عند معبر إيريز الحدودي بين إسرائيل وغزة، عندما يطلبون الحصول على تصريح بالدخول، على حد قول المسؤول الذي اشترط عدم ذكر اسمه.

جاسوسة فلسطينية تروي: هكذا يجند الصهاينة العملاء في غزة صورة رقم 2
قتل زوج هذه الفلسطينية على يد مسلحين بالقطاع بسبب التجسس لمصلحة إسرائيل

في جانب غزة من المعبر، توجد لافتة كبيرة وضعتها حماس لتحذير الفلسطينيين من الوقوع في شرّك التجنيد على يد الإسرائيليين. جند زوج الأرملة الفلسطينية منذ 10 سنوات تقريبا، عندما كانت إسرائيل تملك سيطرة مباشرة على غزة قبل انسحابها من القطاع عام 2005. عمل الرجل في السابق جامع قمامة بإسرائيل، وقتما كان الآلاف من سكان غزة مسموح لهم بالدخول إلى إسرائيل يوميا للعمل. ولكن ألغي تصريحه بسبب تورطه في سرقة سيارة، على حد قول زوجته.

بدأت الزوجة بزيارات متكررة إلى مصر لشراء بعض السلع لتبيعها في غزة. وعندما حاول أن يفعل زوجها مثلها، أوقفه عملاء الأمن الإسرائيليون على الحدود من جانب القطاع. وقالت زوجته بأنهم عرضوا عليه إعادة تصريحه للعمل في إسرائيل مقابل التعاون معهم. بعد ذلك، ساورت الشكوك زوجته لأنه كان يصعد إلى سطح منزلهم باستمرار لإجراء مكالمات هاتفية. وعندما واجهته، اعترف لها وقال لها: "أنا لا أؤذي أحدا. أعطيهم فقط رقم هاتف أو اسم أو معلومة عن أحد الأنفاق".

جاسوسة فلسطينية تروي: هكذا يجند الصهاينة العملاء في غزة صورة رقم 3
استغل عملاء أمنيون إسرائيليون مرور زوجها بضائقة مالية منذ 10 سنوات، وأغروه للتعاون معهم

ولكنها لم تنضم إلى زوجها في العمالة إلا في عام 2008، عندما سُمح لها باصطحاب أحد أبنائها لتلقي العلاج في مستشفى إسرائيلي. وطُلب منها التوجه إلى مكتب الأمن في المستشفى، وهناك أعطاها شخص إسرائيلي مالا لشراء هدايا لها ولأبنائها. وبعد عدة أيام، أعطاها 14 ألف دولار أميركي وتعليمات بترك المال في نقاط متعددة بغزة لدفع مستحقات عملاء آخرين. وقالت: "تركنا المال تحت الصخور، وفي صناديق القمامة، وإلى جانب الجدران".

وتابعت السيدة قائلة إنه قبل اعتقالهما بفترة قصيرة عام 2011، تلقى زوجها اتصالا من الإسرائيليين وصفوا له سيارة وطلبوا منه التوجه فورا إلى الطريق الرئيس خارج منزله وانتظارها. عندما رأى السيارة، اتصل بالإسرائيليين وأخبرهم بأن رجلين بداخلها. وبعد أكثر من ساعة، فجّر الإسرائيليون السيارة، وقتلوا من فيها، وفيما يبدو كانا من المقاتلين. وكشفت تحقيقات فلسطينية مستفيضة عن أن كل عملية اغتيال نفذتها إسرائيل في الضفة الغربية أو غزة شارك فيها، بصورة أو بأخرى، عملاء فلسطينيون، حتى إن بعضهم شاركوا في تنفيذ هذه الاغتيالات.

جاسوسة فلسطينية تروي: هكذا يجند الصهاينة العملاء في غزة صورة رقم 4
طرقا مختلفة تؤدي إلى كشف العملاء، مثلا عن طريق تصرفاتهم، كمشاهدتهم مرارا
في محيط مقر أمني تقصفه إسرائيل

وخلال حرب 2012 بين إسرائيل وحماس، قتل الكثير من قيادات حماس في غارات جوية، اقتاد، على أثرها، رجال ملثمون زوج الأرملة و5 آخرين من العملاء من السجن وأعدموهم رميا بالرصاص عند أحد التقاطعات في غزة، ثم سحلت جثة واحد على الأقل من الستة في الشارع بواسطة دراجة نارية، رغم أنه من غير المعلوم ما إذا كان ذلك جثمان زوجها أم لا.

أدينت الأرملة أيضا في محكمة أقامتها حماس وصدر ضدها حكم بالحبس 7 سنوات. ولكن، صدر عفو عنها في ديسمبر "كانون الأول" كي ترعى أطفالها. واستخدمت حماس في سنوات سابقة سياسة فتح الباب للتوبة مع العملاء، لكن وفقا لمدى تورطهم مع إسرائيل. وتكافح الأرملة الآن من أجل تربية أبنائها بدخل قليل، ولم تذكر التعرض لمضايقات بسبب الحكم الصادر بإدانتها، ولكنها قالت: "يبدي لي الجيران ابتسامات غير صادقة، ولكني أعلم ماذا يدور في أذهانهم تجاهنا". وعن صحة أو خطأ العمل مع إسرائيل، تظهر على وجه الأرملة تعابير هي مزيج من الإنكار والرغبة في الدفاع عن سمعة زوجها، والشعور بالارتياح لانتهاء أعوام الخوف. وأكدت: "كان زوجي رجلا طيبا. لم يكن يضر أي شخص".

جاسوسة فلسطينية تروي: هكذا يجند الصهاينة العملاء في غزة صورة رقم 5

جاسوسة فلسطينية تروي: هكذا يجند الصهاينة العملاء في غزة صورة رقم 6

الموقع العربي الاول