Farfesh.com
spacer
spacer
spacer
مسلسلات رمضان 2024
spacer
spacer
spacer

السيدة الاولى في المانيا النازية نشأت على اليهودية قتلت أطفالها لأجل هتلر

موقع فرفش
00:30  05/05/2015
Share  

عرف العالم رجال ألمانيا النازية، بقاماتهم المهيبة، وصدورهم المُرصعة بالأوسمة والنياشين العسكرية، ونبرات الصوت الحادة الكاريزميّة التي استطاعت أسر قلوب وعقول ملايين المواطنين في غياهب ديكتاتورية ناشئة، حيث تصدرت وجوههم قبل ما يزيد عن 70 عامًا من الزمن الصفحات الأولى من الصحف، وترددت أسمائهم في البيانات الإذاعية، مُثيرة لذعر ملايين من أبناء الحلفاء، ومُنذرة بأجل غير مُسمى لحرب أشعلها المُعسكر النازي بقوى الدعايا، والسلاح، ومُعسكرات الاعتقال.

مع ذلك، كان لحلم النوعالآري وجها آخر، لم يمثل النظام بخطاب حماسي أو قرارت سياسية، بل بطابع أنثوي، وابتسامة ساحرة ونبرات هادئة، استحقت صاحبتها عن جدارة لقب "السيدة الأولى في الرايخ الثالث". إنها "ماجدا جوبلز" أشهر رموز النازية النسائية في القرن العشرين وأكثرهم نفوذًا، زوجة وزير الدعاية النازي "جوزيف جوبلز"، قائد ماكينة غسيل الأدمغة العملاقة، وخليفة "هتلر" بعد انتحاره بخسارة جناح دول المحور الحرب، ووصول الجيش السوفيتي إلى مشارف "برلين" علم 1945. ويرصد "المصري لايت " في ذكرى انتحارها، تاريخ سيدة جسدت الصورة النموذجية لنساء النوعالآري، بداية من طاعة بدأت بها خطواتها الأولى تجاه المشروع النازي، ونهايةً بولاء يُعد مضربًا للمثل، دفع ثمنه أطفالها الستة، وعرف العالم من خلاله وجها آخر للأمومة تغلب عليه الإيمان بـ"النازية" ومبادئها.

 السيدة الاولى في المانيا النازية نشأت على اليهودية قتلت أطفالها لأجل هتلر صورة رقم 1

بناء مُحكم
في عام 1901 ولدت في العاصمة الألمانية "برلين" طفلة شقراء حسناء رقيقة المظهر، لم تختلف عن نظيراتها من مواليد العام ذاته سوى بمصيرعجيب ينتظرها، لم تكشفه نشأتها المتواضعة في كنف والدة عملت لسنوات كخادمة، ووالد مُهندس، انفصل عن والدتها بعد عدة سنوات من الزواج، بينما لم تُمض الرضيعة "ماجدا" عامها الثالث. كانت الأقدار تُخفي للصغيرة المزيد، حيث تزوجت والدتها رجل يهودي "ريتشارد فريدلاندر"، عكف على تربية الطفلة واحتضن الأسرة مانحًا "ماجدا" اسمه، دون أن يدري أن مُضي عشرات الأعوام كان كافيًا لتحويل صغيرته الشقراء الباسمة إلى أعتى أعدائه وسبب شقائه.

 السيدة الاولى في المانيا النازية نشأت على اليهودية قتلت أطفالها لأجل هتلر صورة رقم 2

وما بين ثقافة يهودية تعرفت عليها واستقتها بين جماعة الأصدقاء وداخل المنزل، وأخرى كاثوليكية حازمة تلقتها في محل دراستها بأحد الأديرة البلجيكية، نشأت "ماجدا" نشأة مُركبة، ساعدتها على إتقان عدة لغات، ومنحتها قدرة على الانضباط وسيطرة بالغة على النفس، أفضت إلى نبوغ وذكاء، سرعان ما تحولا لأسلحة أهم سيدات ألمانيا في القرن العشرين.

إلى السطح
الصعود إلى طبفة الحُكم الرفيعة من تلك الشعبية المتواضعة لم يأتِ مفاجأة، بل عبر تدرج قاده طموح الشابة الألمانية. فلم تكن تتخطى "ماجدا" الـ20 من العمر حين تزوجت من ثري ألماني شهير يكبرها بما يصل 20 عامًا، وهو رجل الصناعة "جونتر كوانت"، الذي استطاع بين ليلة وضحها أن يمنحها منزلة اجتماعية رفيعة ولونًا من الرفاهية.

 السيدة الاولى في المانيا النازية نشأت على اليهودية قتلت أطفالها لأجل هتلر صورة رقم 3

جوزها الأول
لم تخل حياة الشابة العشرينيّة في ذلك الحين من المتاعب، حيث عانت من الوحدة والمُشكلات الزوجية التي أدت إلى طلاقها عام 1929، وذلك بحسب قسم التاريخ بموقع جامعة كاليفورنيا الأمريكية، بعد أن أنجبت طفلها الأول "هارالد" ثمرة الزواج، لتبقى السيدة الشابة متمتعة بحرية العذوبيّة لسنوات عدة، قبل أن يتسلل إلى مسامعها خطاب حماسي، يلقيه رجل جذاب، صاحب كاريزما، دقيق التعبيرات، شديد الحزم، ويعد بمثابة الذراع الأيمن لرفيق يقود حزب انجذبت لمبادئه ورأت في الانضمام إليه سد فجوة كاد أن تلتهم يومياتها. كان الرجل "جوزيف جوبلز" وكان الحزب هو "حزب العمال الألماني الاشتراكي الوطني" أو "الحزب النازي".

 السيدة الاولى في المانيا النازية نشأت على اليهودية قتلت أطفالها لأجل هتلر صورة رقم 4

زوجة رجل مهم
مع أوائل ثلاثينيات القرن العشرين، كان العالم يشهد في صمت الصعود المُتسارع لقوى الحزب النازي، وقتها بدأت "ماجدا" رحلة توحد مع أفكار الزعيم النازي "هتلر" وتعاظمت مكانته في نظرها، في تزامن شبه كامل مع تطور علاقتها برجله الأول "جوزيف جوبلز"، وزير الدعاية المُستقبلي في الدولة النازية.

 السيدة الاولى في المانيا النازية نشأت على اليهودية قتلت أطفالها لأجل هتلر صورة رقم 5

ماجدا زفاف
سارعت ثمار التطور في حياة المُتطوعة في الحزب النازي في النضج مُبكرا، حيث وقف "هتلر" كشاهد على العقد الذي أنتج أهم رباط مُقدس في الرايخ الثالث الألماني، ليصبح بذلك الثنائي "ماجدا وجوزيف جوبلز" زوجين رسميا عام 1931، كما ورد في سيرتها الذاتية على موقع History.com.

 السيدة الاولى في المانيا النازية نشأت على اليهودية قتلت أطفالها لأجل هتلر صورة رقم 6

ماجدا وهتلر
من يومها، أصبحت "ماجدا جوبلز" مع تزايد مكانة زوجها السياسية بعد وصول "هتلر" لسُدة الحكم رسميًا، واستمرارهم في الظهور في ثوب استرداد الكرامة ما بعد الحرب العاملية الأولى، المُرشحة الوحيدة لمنصب السيدة الأولى في ألمانيا النازية.

السيدة الأولى في الرايخ الثالث
أصبح لـ"ماجدا جوبلز" دورًا خاصًا في حماية حُلم النوعالآري، بدلاً من السيدة الأولى، أتقنته في كل ظهور عام، وكل خطاب نسائي ألقته أمام جمع من الحاضرات، وحتى في حياتها الشخصية، التي كرستها لمُهمة المرأة من وجهت النظر النازية، المختصر في "إنجاب وتربية الأطفال".

 السيدة الاولى في المانيا النازية نشأت على اليهودية قتلت أطفالها لأجل هتلر صورة رقم 7

الأولاد
وإلى جانب اهتمامها بـ"هارالد" ولدها الأول الذي رافقها في العيش إلى جوار "جوبلز" لحين انضمامه لقوات الجيش، أنجبت "ماجدا" 6 أطفال آخرين، انضموا لها في دور مُقدس لصناعة الدعاية الإعلامية للنظام الجديد. فأثناء اللعب واللهو، وتناول الطعام ومواقف التربية والتوجيه، ظهرت "ماجدا جوبلز" وأبنائها في أفلام الدعاية النازية، لتطرح بذلك مثالاً حيًا للزوجة والأم والسيدة الألمانية المثالية.

لاقت السيدة آنذاك اهتمام وتقدير خاص من "هتلر" شخصيًا، وكان وجودها أساسي وضروري لتدعيم صورة النظام وتكامله في الأحداث العامة والاجتماعية، ووصفت مُهمتها في أحد الخطابات -بحسب وثائقي أعدته قناة History الأمريكية- قائلة: "أعتقد أنه من دوري أن أظهر دائما في أبهى الصور، لأصبح مثال حي يساعد السيدات الألمانيات على تمثيل نسلهن حق تمثيل". مر زواجها بلحظات عصيبة بعيدًا عن أعين العامة نتيجة لنزوات "جوبلز" المُتتالية، واندفاعه إلى علاقات مُتعددة بممثلات شهيرات، الأمر الذي دفع "ماجدا" لمحاولة الانفصال، إلا أن مسؤليتها وتدخل "هتلر" شخصيًا في حل النزاعات، أجبرها على التراجع.

 السيدة الاولى في المانيا النازية نشأت على اليهودية قتلت أطفالها لأجل هتلر صورة رقم 8

اللعبة الأخيرة
بدافع الإيمان والولاء، لم تكن الحرب لتنتهى دون أن تنتقل "ماجدا جوبلز" مع زوجها وأطفالها الـ6 إلى جوار الزعيم النازي "هتلر" في سراديبه السرية الآمنه أسفل مبنى مستشارية الرايخ، ليشهدوا مجتمعين تداعي حُلم الإمبراطورية مُترامية الأطراف، مع اقتراب وقع أقدام جنود الحلفاء من "برلين" في أبريل عام 1945. وعرفانًا بجهودها في حماية الحُلم وولائها حتى ما بعد النهاية، ودع "هتلر" "ماجدا جويلز" بتزيين ردائها بزينة أخيرة، وهي شارة الحزب النازي الذهبية التي بكت "جوبلز" فرحة بتلقيها قبل انتحار "هتلر" بعدة ساعات. غير أن "هتلر" لم يكن الوحيد على قائمة المُنسحبين من المشهد الدامي، فكان لكلٍ من "ماجدا" وزوجها سيناريو خاص.

 السيدة الاولى في المانيا النازية نشأت على اليهودية قتلت أطفالها لأجل هتلر صورة رقم 3

فبعد ارسالها خطاب وداع لابنها الأكبر "هارالد"، وبحلول 1 مايو عام 1945، زينت "جوبلز" ملائكتها الصغار في حُلة نهائية، ملابس نوم بيضاء ناصعة للجميع، خمسة فتيات وفتى واحد فقط وشرائط مُلونة ووجوه منيرة، ثم دعت الجميع للخلود إلى النوم بعد أن أخفت على الصغار غير المُدركين لأهوال الحرب أنها سوف تُصبح ليلتهم الأخيرة.

 السيدة الاولى في المانيا النازية نشأت على اليهودية قتلت أطفالها لأجل هتلر صورة رقم 9

قامت "جوبلز" بمُساعدة أحد أطباء "هتلر" بتخدير الصغار الست ومن ثم قتلهم بسحق كابسولات "سانيد البوتاسيوم" في أفواههم. وبحسب رواية "روش ميش" أحد حرس "هتلر" الشخصيين، الذي وصف عملية تخلصها من الصغار، في تقرير للـBBC، بتلك التي "لم تتخط ساعة من الزمن"، لتعد "ماجدا" وتجلس باكيّة على منضدة قبل أن تفتح أوراق اللعب، وتبدأ لُعبة أخيرة. لم تدم اللعبة طويلاً، ففي اليوم ذاته أقدمت "ماجدا" وزوجها "جوزيف" على الانتحار، وإنهاء عقدهما المُقدس مجتمعين على أنقاض حلمهما الدامي، لتُحرق جثتيهما أخيرًا، بينما بقيت أجساد أطفال الرايخ لحين اكتشافها من قبل قوات الجيش الأحمر سالمة.

الموقع العربي الاول