يبدو ان في كل حادث وفي كل حديث تجد بعض الشواذ الذين لا يبرزون في تطرفهم وفي مخالفتهم للاجماع حتى لو كانت الحقيقة ظاهرة أمامه، ان مثل هؤلاء يكونون احيانا على استعداد لان يفقدوا صورة الانسان من أجل ارتداء ثوب الشواذ عن القاعدة مهما كانت مبنية على اسس متينة. فقد أطل علينا اليوم بعض المشككين في صورة الطفل السوري الملقى على احد شواطئ تركيا بعد ان قذفته امواج البحر الى رمل الشاطئ وهو يحاول الهرب من ويلات الحرب واللجوء الى بلد يشعر فيها ببعض الأمان لكن مثل هؤلاء الضحايا والمساكين كتب عليهم القدر ان لا يجدوا الراحة الا في الموت.
وكان آخرون قد شككوا في صحة الرواية بادعاء ان جثة الطفل ظهرت في بعض الصور وهي ملقاة على شاطئ مفتوح، وفي موقع آخر ظهرت بين صخرتين!! ومن خلال تحليل الصور توصل موقع "فرفش" الى حقيقة ان الجثة المسجاة بين صخرتين على الشاطئ هي جثة شقيق الطفل ايلان. وهنالك ما يثبت ذلك من خلال الصور التي يعرضها "فرفش" التي توضح ان شقيق ايلان كان يرتدي نفس البنطلون لكن البلوزة والحذاء مختلفين.
الطفل ايلان
وكانت صورة الطفل المسجى على رمال الشاطئ قد أثارت ضجة كبيرة في وسائل الاتصال الاجتماعي وانتشرت في موقع "تويتر" تحت عنوان صادم ومؤلم يقول: "الإنسانية تُلفظ على الشاطئ". صورة الطفل الغريق انتشرت لاحقا في وسائل الإعلام الدولية وأثارت موجة عارمة من الأسى والغضب من تواصل هذا النوع من المآسي التي تلاحق اللاجئين السوريين في رحلة هربهم من جحيم الحرب المتواصلة في بلادهم منذ أكثر من 4 سنوات.
شقيق الطفل ايلان قذفته الامواج الى الشاطىء واستقرت جثته بين صخرتين
لكن بعض نشطاء "فيس بوك" و"تويتر"، من "العباقرة" واصحاب "الذكاء الخارق" شككوا في صورة الطفل السوري ايلان الذي لقي حتفه غرقًا، ووجدت جثته على أحد الشواطئ التركية. وأظهروا صورة للطفل إيلان الذي يبلغ من العمر 3 سنين، وهو يلعب الكرة بنفس الملابس التي غرق بها. هؤلاء المشككون لم يفكروا قبل ان ينشروا الصورة بأن الطفل قد يكون لا يملك سوى السترة التي عليه، فضلا عن ان من يمعن النظر في التي يظهر فيها وهو يلعب يجد ان بلوزته حمراء كلها، بينما يظهر على اكمام بلوزته وهو جثة هامدة اللون الاسود على اطراف الاكمام ما يفند فذلكاتهم! كما ان هنالك اختلاف واضح في طول البنطلون الازرق الذي يرتديه في الصورتين. كذلك فان من يشاهد الفيديو الذي يظهر فيه رجل الامن وهو يحمل الجثة عن الشاطئ يدرك تماما انها جثة قتيل وجثة غريق وليست جثة طفل "ممثل" كما يراه المشككون.
الأب بين ولديه القتيلين
وكانت هذه صور الطفل السوري ذي الثلاث سنوات الذي مات غرقا قبالة سواحل تركيا صدمة في العالم وموجة عارمة من الغضب في الصحف والقنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي. وفي تصريح لوالد الطفل السوري عبدالله شنو قال إن ابنيه انزلقا من بين يديه حين انقلب المركب الذي كان يقلهم إلى اليونان، مضيفا أنهم كانوا يملكون سترات نجاة لكن المركب انقلب فجأة لأن بعض الركاب نهضوا فجأة، مشيرا إلى أنه كان يمسك زوجته من يدها حين حين سقط ولداه من بين يديه.
جثامين الأم والطفلين
من جهتها اكدت المصورة التركية التي التقطت صور جثة طفل سوريا في الثالثة التي صدمت العالم الخميس انها اصيبت "بالجمود" عندما شاهدته على شاطئ في مدينة بودروم السياحية جنوب غرب تركيا. وصرحت المصورة نيلوفير دمير التي تعمل لصالح وكالة دوغان الخاصة عبر قناة" سي ان ان-تورك" الاخبارية "عندما رأيته اصابني الجمود. تسمرت في مكاني. مع الاسف لم يعد ممكنا فعل اي شيء لمساعدة هذا الطفل، فقمت بعملي". واضافت "نتنزه دائما على هذه الشواطئ منذ اشهر. لكن البارحة كان الامر مختلفا. رأينا اولا جثة الصبي الاصغر الهامدة، ثم جثة شقيقه. اردت عبر التقاط صورهما نقل مأساة هؤلاء الناس". وبدا الطفل الاصغر آيلان الكردي مرتديا قميصا احمر وسروالا قصيرا ازرق، ملقى على بطنه على رمال الشاطئ في بودروم.
للتواصل معنا 