قال الدكتور صلاح فضل، وهو مفكر سياسي وأستاذ و ناقد ادبي، إن السينما فن حديث لا يزيد عمره على 100 سنة، وبالتالى فإنه لم يرد نص سابق بالتحريم أو السماح لا في القرآن ولا السنة، ولا رأى الفقهاء، ومن ثم فهو يخضع للاجتهاد وتعدد الآراء. ويمكن توظيف الفنون لدعم القيم الإيجابية في عصرنا الحديث. أما بخصوص مشاهدة افلام السينما فلا يمكن تحريمها فالقرآن نفسه لا يدعو للمقاطعة لما نختلف في الرأى حوله، أي أننا لا بد أن نرى هذه الأفلام أولاً، ثم نحكم عليها وننتقد المسىء ونكشف عيوبه ونشهد للجميل منها.
وأشار صلاح فضل إلى أن قصص الأنبياء في القرآن الكريم وفى التراث الإسلامى تعد تجسيداً فنياً للأنبياء باللغة العربية، وأن ما روى عنهم بأشكال مختلفة يحفظ لهم قداستهم، لكن في المقابل هناك تجسيدات أخرى شعبية الطابع قد تسىء لبعضهم.
الدكتور صلاح فضل
وأضاف الدكتور صلاح فضل يقول: أعتبر السينما الجيدة أعظم الوسائط الفنية انتشاراً وأكثرها تأثيرا بالسلب أو الإيجاب، إذ تمثل دعماً للقيم، وما يخرج عن هذا الإطار وهذه الرسالة كفيل بأن يرفضه الجمهور ويسقطه دون حاجة لفتاوى العلماء، وما يمكن التعويل عليه هو الهدف المقصود منه تجسيد الأنبياء شكلا أو صوتا، أما أن يكون تمجيدا لهم ولرسالتهم أو خلاف ذلك فيرفضه المتلقون من تلقاء أنفسهم، كما رفضوا أصناف الإبداع المسفة الأخرى وقبلوا الجيد منها.
وتابع: إذا رجعنا إلى موقف الإسلام من الفنون عامة لوجدنا أن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام، كان يستخدم فن الشعر في الدفاع عن الإسلام، وكان يقول للشاعر حسان بن ثابت وهو يحثه على نظم القصائد المادحة (قل وروح القدس معك)، ومعنى هذا أنه لو كان حسان بن ثابت مخرجاً أو مؤلفاً سينمائياً، فسنقول له جسد القيم النبيلة والإيجابية لخدمة الأهداف النبوية والإسلامية، وكل الأديان وظفت القص والسرد التاريخى لبيان عظمة الرسول، ولم يستنكر أحد هذا.
فيلم الرسالة
وتاريخ المدائح النبوية معروف منذ الشاعر كعب بن زهير، وحتى (نهج البردة) لأحمد شوقى، ونذكر مثلاً أن توفيق الحكيم كتب مسرحية "محمد" ملتزما بما ورد في منطوق القرآن والأحاديث والسير النبوية، وكانت من أجمل ما كتب عن حياة الرسول، وكذلك فعل عبدالرحمن الشرقاوى مع الرسول والحسين وغيرهما.
فيلم محمد
ومن قبل ذلك بنحو 1000 عام من الآن، نظم المسلمون الموريسكيون وهم من بقايا الأندلسيين الذين ظلوا في إسبانيا والبرتغال، الملاحم عن عقيدتهم وتاريخهم الإسلامى، ومعنى كل ذلك أنه لا بد من إعادة الاجتهاد في الموضوع بحس جمالى يدرك أهمية الفنون وكيفية توظيفها في الاتجاه الإيجابى والمؤثر وأهمية دورها في عصرنا الحديث في هذا السياق، أما المشاهدة لما يتم إنتاجه من هذه الأعمال فلا أعرف كيف يمكن لأحد أن يمنعها أو يحجبها، أو يحرمها فالقرآن نفسه دعا إلى (الجدال بالتى هي أحسن)، ولا يدعو أبدا للمقاطعة لما نختلف في الرأى حوله، أي أننا لابد أن نرى هذه الأفلام أولاً، ثم ننتقد المسىء ونكشف عيوبه ونشهد للجميل منها. بتصرف عن المصري.
أنا أعتبر السينما الجيدة أعظم الوسائط الفنية انتشاراً وأكثرها تأثيرا بالسلب أو الإيجاب
للتواصل معنا 