لم تكن"تيتانيك" مجرد سفينة، بل تعتبر أكبر باخرة نقل ركاب في العالم، تم بناؤها في ذلك الوقت، مع بداية القرن الـ20، لتكون لندن نقطة انطلاقة أولى رحلتها إلى نيويورك،عبر المحيط الأطلسي وبعد أربعة أيام اصطدمت الباخرة بجبل جليدي في يوم 14 أبريل/ نيسان 1912، مما أدى إلى غرقها بالكامل بعد ساعتين وأربعين دقيقة.
غرقت تيتانيك بالكامل في الساعات الأولى ليوم 15 أبريل/ نيسان 1912، حيث كان على متنها 2,223 راكب، نجا منهم 706 أشخاص، بينما لقي 1,517 شخص مصرعهم غرقًا، وأكد الخبراء أن أعداد القتلى تضاعفت لعدم تزويد الباخرة بالعدد الكافي من قوارب النجاة للمسافرين على متنها.
جاء حادث غرقها بمثابة صدمة للجميع، وخاصة لأنها بنيت بأحدث التقنيات المتطورة وقتها، فضلا عن حصولها على جميع معايير السلامة والأمان، وبعيدا عن التفاصيل الفنية التى أدت إلى الغرق فيما يلي تفاصيل ومعلومات التى أوضحت حقائق ومفاجآت غير المعروفة عن ظروف تحطمها وهي:
- صممت لمنافسة السفينتين لوسيتينيا وماوريتانيا من بناء شركة كونارد لاين، وهما الأشهر على الإطلاق، أكد الخبراء والمهندسون أهم الصفات التى تمتعت بها، وهي الضخامة، عدم القابلية للغرق والفخامة، وهو ما ساعدها في الحصول على اسم لم يكن اسم التيتانيك، الذي يعني المارد.
- تمتعت ليلة الـ14 من أبريل، وهو تاريخ غرقها بطقس مثالي، الذي جاء تمامًا عكس ما تم إعلانه تصارع الأمواج الضخمة في البحر، مع الضباب والمطر، بحيث أكد المؤرخون أن الطقس كان هادئًا بشكل مخيف مع عدم وجود الرياح أو الأمواج، لكن في الوقت الذي شوهد به الفيضان لم يكن هناك أي وقت لتجنب الاصطدام بالجبل الجليدي كما جاء في التحقيق عام 1912 عن حادث الغرق، الذي استغرق مجرد 37 ثانية أو دقيقة واحدة في محاولة منهم لتغيير اتجاه السفينة، وفي كلتا الحالتين كان مصير السفينة واحدًا وهو الغرق.
- أكدت التحقيقات البريطانية أن حريق السفينة حدث قبل غرقها، بحيث لم يكن سببًا في غرقها، وتفاوتت الآراء عن وقت وقوع الحريق، لكن الأكيد أنه كان قبل الغرق بحيث بدأت النيران تشتعل في مخازن الفحم بالسفينة قبل اصطدامها بالجبل وليس بعد، وكان من المقرر إنقاذ الركاب والطاقم بطائرة خاصة عند وصولها إلى نيويورك والاستعانة بقوارب إطفاء هناك لمساعدتهم في إخماد الحريق، لكن وقعت حادثة الغرق، وأغرقت المخازن بمياه البحر.
- قدمت الكثير من الروايات شخصية إدوارد جون سميث، قبطان السفينة تيتانيك ببطولة زائفة ليكون جزءًا من أسطورة تيتانيك المغلوطة، فقد تم تقديمه بأنه بطل خارق، عندما ذهب إلى أسفل سفينته لينقذ حياة طفل، قبل أن يغرق، لكن التحقيقات أكدت أن تلك الصورة البطولية ليست الحقيقة كاملة، كما أكدت التحقيقات والمؤرخون أنه فشل في الحفاظ السفينة بسرعتها المناسبة، كما تجاهل عدة تحذيرات تفيد باقتراب الجليد دون تجنب الاصطدام به، كما أنه تخلى عن السفينة، ولم يوضح الوضع الحقيقي للركاب.
- أكد المؤرخون أن كل الروايات التي كتبت عن السفينة كانت من واقع خيال مؤلفيها، وخاصة ما كتبه الصحفي الأسطوري ويليام ستيد، الذي قدم قصة السفينة وخاصة في جزئية غرق كل الركاب بسبب عدم وجود قوارب نجاة كافية، وهو شئ معتاد على السفن الكبيرة، التي في الغالب لا تحمل ما يكفي من القوارب لنجاة الجميع وخاصة لأن فرق الإنقاذ عادة يكون من خلال الطائرات.
- على الرغم تعدد ركاب السفينة من جميع الجنسيات إلا أنها ضمت راكبًا وحيدًا لبنانيا عربي الأصل، وهو "إبراهام منصور مشعلاني"، كان على متن "تيتانك"، لكنه كان أحد أفراد طاقمها المكون من 899 شخصًا، ولد مشعلاني في لبنان عام 1860 وحصل على الجنسية البريطانية، وعمل كمسؤول عن قسم الطباعة بالسفينة، يقوم بالإشراف على طباعة لوائح الطعام والبطاقات الشخصية ونشرة أخبار السفينة ونشاطاتها اليومية، لكنه لقي مصرعه مع الغارقين، لم يكن مشعلاني هو الوحيد من جنسيته، بل كان أيضا "ماسابومي هوسون" هو الراكب الياباني الوحيد الذي نجا من غرق سفينة تيتانيك، الذي تم طرده من وظيفته عاد لبلده اليابان ولُقب بالجبان في الصحافة اليابانية لأنه لم يمت مع الآخرين، ولم يضح بمكانه في قارب النجاة لإنقاذ شخص آخر.
للتواصل معنا 