روى قناص أردني كيف تمكن من كشف تخفي الملك عبدالله الثاني في مجمع طبي، حيث تفاجأ بشخص مسن يرتدي عباءة وله لحية ويتوكأ على عكّاز وهو يسير بين المراجعين في مبنى دائرة شؤون المرضى، التابعة للديوان الملكي. وقال القناص "محمد" بأنه تواجد في المبنى لإتمام إحدى المعاملات، وفور أن رأى هذا المسن شعر أن به شيئا غامضا خاصة انه بدا وكأنه ليس معتادًا على السير بعكاز، مما جعله يشك فيه.
وتابع محمد قائلا: "شكّي دفعني لملاحقة هذا الشخص الغريب صاحب العباءة واللحية ولم اتركه يغيب عن عيني وشعرت أني لا بد أن اكشف سرّه رغم اني تواجدت في المكان لأمر شخصي وليس ضمن وظيفتي كقناص في القوات المسلحة الأردنية. ولكني كنت ارتدي الزي العسكري. وكان بقرب هذا الشخص شاب آخر (تبيّن لاحقا انه من حراس الملك لكنه كان يرتدي ملابس عادية) كان ينظر لي بضيق وغضب لأني اتابعهما وعرف اني سأكشف هوية الملك. وفعلا كم كانت دهشتي كبيرة بعد قليل حين أدركت أن المتخفي ما هو الا الملك عبد الله بن الحسين بنفسه".
القناص لاحظ تخفي الملك عبد الله الثاني في إحدى جولاته السابقة ونجح بالتعرف عليه
وأشار محمد في حديث خاص لإذاعة أردنية أن هاتفه رن فجأة وهو يلاحق الشخص الغامض، وكانت رنته اغنية "يا بيرقنا الغالي" التي تشيد بالأردن وملكها، فلاحظ عندها نظرة الشخص المجهول اليه، والذي تبسم حين سمع رنة الهاتف. وازداد شك وحيرة محمد وأخذ يسأل نفسه: "معقول هذا الشخص هو الملك"؟ وتأكد شكه حين تحركت اللحية التي يضعها الشخص وبدا بوضوح أنها لحية مستعارة وظهرت ملامح وجه العاهل الأردني. وعندها اتسعت ابتسامة الملك عبد الله حين أدرك ان هذا العسكري الذي يلاحقه قد كشف حقيقته.. وقال لمن معه: "كرّموا هذا القناص"..
أغنية "يا بيرقنا العالي"
وعندما تأكد من هوية الملك ما كان منه الا ان سارع إلقاء التحية أمامه مباشرة. وشعر وقتها ان العاهل الأردني عبدالله الثاني كان سعيدا لأنه كشف الأمر وهذا يدل على حذره وقوة ملاحظته. وقال محمد بأن الملك أمر بتكريم "القناص" وهذا ما حدث فعلا حيث تواصل معه في اليوم التالي الديوان الملكي وتم تكريمه ومنحه شيك من الملك قيمته 5 آلاف دينار تقديرا لحسه الأمني وملاحظته القوية.
للتواصل معنا 