Farfesh.com
spacer
spacer
spacer
مسلسلات رمضان 2024
spacer
spacer
spacer

ضحّى بحياته لإنقاذ غيره.. لبنان ينعي رحيل الشاب حسين فشيخ لشجاعته

موقع فرفش
12:00  14/08/2019
Share  

أعلن رئيس الهيئة العليا للإغاثة اللبنانية اللواء "محمد خير" عن إبلاغ السلطات الغينية بإنها تأكدت من أن الجثة التي عثر عليها على ضفة النهر في كوناكري تعود إلى الشاب اللبناني "حسين فشيخ". والذي كان قد فقد أول أمس في منطقة كوناكري في دولة غينيا بعد غرقه في محاولة منه لإنقاذ شخصين من الغرق في أحد الشلالات بعد ما جرفه التيار.

وأشار اللواء محمد خير إلى أنه يتم التنسيق حاليا مع القنصل الفخري في كوناكري "جورج مزهر" لإجراء الترتيبات اللازمة لنقل الجثة إلى لبنان خلال 48 ساعة. فانتهت حياة ابن بلدة بطرماز في غفلة، رحل الشاب العشريني صاحب النخوة، تاركاً كل من عرفه في حالة من الصدمة.

ضحّى بحياته لإنقاذ غيره.. لبنان ينعي رحيل الشاب حسين فشيخ لشجاعته صورة رقم 1

حسين الفشيخ من مواليد عام 1994.. سافر إلى غينيا للعمل في إحدى الشركات في مجال التكييف والتبريد.. وكان حسين قد عاد إلى مسقط رأسه قبل عيد الفطر بأيام قليلة حيث أمضى العيد مع أهله وتمت خطبته على فتاة من بلدة بيت الفقس قبل أن يغادر إلى غينيا مجددا لاستكمال بناء مستقبله.

وفي آخر منشور له عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الإجتماعي "فيس بوك" كتب حسين: "في يوم عرفة فليسامح كل منا الآخر وليبدأ كل منا بفتح صفحة جديدة مع الآخرين.. والله إنها أفضل الأوقات للمسامحة ولإعادة النظر بكل تفاصيل الحياة.. لا تنسونا من صالح دعائكم".

ضحّى بحياته لإنقاذ غيره.. لبنان ينعي رحيل الشاب حسين فشيخ لشجاعته صورة رقم 2

قصة ابن بلدة بطرماز شغلت اللبنانيين في الأمس، الدعوات له بالعودة إلى حضن عائلته معافىً عمّت وسائل التواصل الاجتماعي، لتتحول اليوم إلى الدعاء له بالرحمة والمغفرة، ولعائلته بالصبر والسلوان. كيف لا والشاب ناشط مقدام، له سيرة زاخرة بالشهامة ومساعدة كل محتاج. وبحسب ما قال خاله مصطفى حميدة: "عريسنا شهيد الغربة، دفع حياته لإنقاذ زميليه في العمل". وتابع: "يوم الأحد الماضي توجه حسين مع زملائه وأصدقائه إلى نهر كوناكري لتمضية أوقات ممتعة، وما إن وصلوا وبدأوا بالتقاط الصور، حتى همّ حسين لإنقاذ زميلته التي تحمل الجنسيتين اللبنانية والغينية وزميله من الجنسية المصرية، اللذين غرقا في النهر، وبعد أن تمكن من ذلك غرق هو".

انتهت رحلة حسين فشيخ وزملاءه الى نهر في كوناكري، بكارثة أبكت جميع من عرفه، وهم في انتظار عودة جثمانه الى وطنه ليزفّ الى مثواه الأخير عريساً خلّد برحيله قصة شجاعة وشهامة أبهرت كلّ مَن سمع عنها. تفاصيل اليوم المشؤوم رواها صديق الضحية، عبد الرحمن الشيخ، الذي تواصل مع زميل حسين، المصري محمد ج. حيث كان يرافقه في رحلة "الموت"، وشرح: "صباح ذلك اليوم، قرّر حسين ومحمد القيام بنزهة الى النهر، واصطحبا معهما غازياً، كون لديه إلمام باللغة الغينية، إضافة الى زميلتهما ريسة الملقبة نور".

ضحّى بحياته لإنقاذ غيره.. لبنان ينعي رحيل الشاب حسين فشيخ لشجاعته صورة رقم 3

وأكمل: "وصلوا الى المكان عند نحو الساعة العاشرة صباحاً، جلسوا على طاولة، توجّه غازي لإحضار الشاي وإشعال الفحم للنرجيلة، فأطلعتهم نور أنّها متوجّهة الى السيارة لجلب حذاء مريح. في ذلك الوقت التقط حسين ومحمد صورة سِلفي، واذ بهما يشاهدان نور تنزل الى الماء. عندها طلبا منها ان تخرج على الفور، لا سيما أنّ مهندس الشركة شدّد عليهما عدم النزول الى الماء، كون الطقس كان عاصفاً منذ ثلاثة أيام، وقد أدّى الى ارتفاع منسوب الماء لنحو 15 متراً. أطلعاه انهما فقط سيتناولان الطعام ويلتقطان الصور قبل أن يغادرا".

وقال عبد الرحمن: "نده حسين الى غازي الذي سارع الى طلب فرق الإنقاذ. حينها كانت نور مسيطرة على نفسها، تطفو على سطح الماء. بدأ محمد بالصراخ عليها، في تلك اللحظة خلع حسين ساعته، وضع حقيبته ومحفظته جانباً، ونزل الى النهر لإنقاذها. لحق محمد بحسين، أمسكا بنور وأخرجاها من المياه، كما حضرت مجموعة من الافارقة لمساعدتهم".

ضحّى بحياته لإنقاذ غيره.. لبنان ينعي رحيل الشاب حسين فشيخ لشجاعته صورة رقم 4

وأضاف: "خرجت نور ومحمد من المياه، التفت الأخير خلفه ليجد حسين لا يزال في النهر على بعد حوالى 10 امتار عن ضفته، عندها رميا له حبلاً، امسكه بيده، وعندما حاولا سحبه، قذفه تيار مائي نحو مترين. حينها كان لا يزال مسيطراً على نفسه. حاول أن يقترب من الحبل، لكن تياراً آخر قذفه على بُعد أمتار إضافية، عندها رفع رأسه محاولاً السباحة عكس التيار، فقد توازنه، ليسحبه بعدها تيار آخر ويختفي من دون أن يظهر له أثر على الرغم من محاولات فرق الإنقاذ التابعة للمجمع وسكان محليين البحث عنه".

أصدقاء حسين نعوه على مواقع التواصل الاجتماعي، معبّرين عن حزنهم الكبير على فقدانه. وفي اتصال مع "النهار" قال صديقه عبد الله حسون: "لا كلمات تعبر عن صدمتنا بخسارة شاب أحبّه كل من عرفه. عُرف بنخوته وشهامته ونشاطه على الأرض، فقد كان من حراس المدينة الذين سهروا ليالي طويلة لمنع إدخال النفايات. كان إنساناً مؤمناً، خلوقاً، أحب الحياة الاجتماعية والخير للجميع بعيداً عن العنصرية والطائفية، وقد مات ليحيا أخوه الإنسان، نحتسبه شهيداً عند الله".

ضحّى بحياته لإنقاذ غيره.. لبنان ينعي رحيل الشاب حسين فشيخ لشجاعته صورة رقم 5

وكان رئيس الهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير أعلن "أن السلطات الغينية أبلغته رسمياً أن الجثة التي عُثر عليها على ضفة النهر في كوناكري تعود للشاب اللبناني حسين فشيخ"، مشيراً إلى "أنه يتم التنسيق حالياً مع القنصل الفخري في كوناكري جورج مزهر لإجراء الترتيبات اللازمة ونقل الجثة إلى لبنان في خلال الـ48 ساعة المقبلة".

ضحّى بحياته لإنقاذ غيره.. لبنان ينعي رحيل الشاب حسين فشيخ لشجاعته صورة رقم 6

ضحّى بحياته لإنقاذ غيره.. لبنان ينعي رحيل الشاب حسين فشيخ لشجاعته صورة رقم 7

ضحّى بحياته لإنقاذ غيره.. لبنان ينعي رحيل الشاب حسين فشيخ لشجاعته صورة رقم 8

ضحّى بحياته لإنقاذ غيره.. لبنان ينعي رحيل الشاب حسين فشيخ لشجاعته صورة رقم 9

ضحّى بحياته لإنقاذ غيره.. لبنان ينعي رحيل الشاب حسين فشيخ لشجاعته صورة رقم 10

ضحّى بحياته لإنقاذ غيره.. لبنان ينعي رحيل الشاب حسين فشيخ لشجاعته صورة رقم 11

ضحّى بحياته لإنقاذ غيره.. لبنان ينعي رحيل الشاب حسين فشيخ لشجاعته صورة رقم 12

ضحّى بحياته لإنقاذ غيره.. لبنان ينعي رحيل الشاب حسين فشيخ لشجاعته صورة رقم 13

ضحّى بحياته لإنقاذ غيره.. لبنان ينعي رحيل الشاب حسين فشيخ لشجاعته صورة رقم 14

ضحّى بحياته لإنقاذ غيره.. لبنان ينعي رحيل الشاب حسين فشيخ لشجاعته صورة رقم 15

ضحّى بحياته لإنقاذ غيره.. لبنان ينعي رحيل الشاب حسين فشيخ لشجاعته صورة رقم 16

الموقع العربي الاول