Farfesh.com
spacer
spacer
spacer
مسلسلات رمضان 2024
spacer
spacer
spacer

بورقة فارغة.. طالبة تحصل على "الدرجة النهائية"

موقع فرفش
22:00  12/10/2019
Share  

الإبداع لا حدود له، وكذلك التقدير، عندما يخرج الطالب والأستاذ الجامعي من الإطار التفكيري المحصور إلى ما وراء ذلك، على الأقل هذا ما حدث مع "طالبة النينجا" وأستاذها في إحدى جامعات اليابان. فقد حصلت الطالبة الجامعية اليابانية على علامة كاملة، بعد أن سلمت ورقة فارغة لأستاذها في الجامعة الذي كان قد طلب منها كتابة مقال بحثي.

فقد أدرك الأستاذ في جامعة "مي" أن طالبة السنة الأولى في تاريخ النينجا إيمي هاغا، التي سلمت ورقتها فارغة، قد كتبتها بالكامل بواسطة الحبر السري غير المرئي. وفي مقالها "السري" أو "غير المرئي"، لجأت إيمي هاغا إلى تقنية "أبوريداشي" الخاصة بمقاتلي النينجا، الذين كانوا مشهورين بعملياتهم السرية.

بورقة فارغة.. طالبة تحصل على

لذلك عندما طلب منها أستاذ تاريخ النينجا في الجامعة يوجي يامادا أن تكتب مقالا عن زيارة لمتحف النينجا في "إيغارو"، قررت هاغا، البالغة من العمر 19 عاما، أن تفعل ذلك بطريقة تعكس شغفها بكل شيء يتعلق بالنينجا. وقالت هاغا لصحفيين يابانيين: "عندما قال الأستاذ إنه سيعطي درجة عالية للإبداع، قررت أن أجعل مقالي يتميز عن الآخرين. لقد فكرت لفترة من الوقت وخطرت على بالي تقنية أبوريداشي".

ويبدو أن مقالها كان عبقريا لدرجة أنه ترك حتى أستاذها يحك رأسه حيرة لفترة، حسبما ذكرت صحيفة بريطانية. و"أبوريداشي" تقنية يابانية تقليدية كانت تستخدم لتبادل المراسلات السرية في الماضي، وتعتمد على نقع فول الصويا وسحقه لصنع حبر لا يمكن رؤيته إلا عندما يكون بالقرب من مصدر للحرارة.

بورقة فارغة.. طالبة تحصل على

وأوضحت هاغا، في تصريح لهيئة إذاعة بريطانية: "إنه شيء تعلمته من خلال كتاب عندما كنت صغيرة. كنت آمل ألا يأتي أي شخص بنفس الفكرة". وللتأكد من أن أستاذها لن يفوت النص السري، ضمنت هاغا مقالها بمذكرة تطلب فيها منه "تسخين الورقة"، وعندما ظهر النص، أعطى الأستاذ على الفور المقال العلامة الكاملة، رغم اعترافه بأنه لم يقرأه حتى نهايته.

وقال الأستاذ الجامعي يوجي يامادا: "رأيت مثل هذه التقارير مكتوبة بالشفرة، لكنني لم أشاهدها من قبل بتقنية أبوريداشي. لم أتردد في إعطاء التقرير علامة كاملة، رغم أنني لم أقرأه حتى النهاية لأنني اعتقدت أنني يجب أن أترك جزءا من الورقة دون تسخين، في حالة أرادت وسائل الإعلام أن تلتقط صورة".

بورقة فارغة.. طالبة تحصل على

يشار إلى أن مقاتلي النينجا الحقيقيين، وليس أولئك الذين يظهرون في الأفلام والرسوم المتحركة، كانوا عملاء تجسس يمارسون النينجوتسو، وهو نوع من حرب العصابات يرجع تاريخه إلى الفترة الإقطاعية في اليابان، لكن الفنون التي مارسها النينجا تلاشت في اليابان الحديثة.

بورقة فارغة.. طالبة تحصل على

فقد حصلت طالبة يابانية تدرس تاريخ النينجا، والتي سلّمتْ ورقة إجابتها فارغة على ما يبدو، على الدرجة النهائية، وذلك بعد أن أدرك أستاذها أنها كتبت بحبر سري غريب لتحاكي أسلوب مقاتلي النينجا. وانتهجت الطالبة إيمي هاغا أسلوب النينجا في كتابة الرسائل، والمعروف باسم "أبوريداشي"، مستغرقة ساعات في نقْع وسحْق وعصْر فول الصويا لعمل الحبر السري.

ولم تظهر الكلمات للعين المجردة إلا بعد أن سخّن الأستاذ الورقة على موقد غاز. وقالت هاغا: "هو شيء تعلمتُه من كتاب قرأته في صغري. وكنت أخشى أن تخطر نفس الفكرة على بال شخص آخر". وبدأ اهتمام هاغا بالنينجا عندما كانت طفلة تشاهد عروض الرسوم المتحركة على شاشات التلفزيون. والنينجا هم عملاء سريون وقَتَلة ظهروا في اليابان في العصور الوسطى.

بورقة فارغة.. طالبة تحصل على

وبعد الالتحاق بجامعة ميي في اليابان، حضرت هاغا في عامها الجامعي الأول محاضرة في تاريخ النينجا، وطُلب منها أن تكتب مقالا عن زيارة لمتحف النينجا في منطقة إيغاريو. تقول هاغا: "عندما أعلن الأستاذ في المحاضرة أنه سيعطي درجة عالية لمن يُبدع، اتخذت قرارا بأن يكون مقالي مميزا عن الآخرين. وفكرت مليا، وخطرت لي فكرة أسلوب أبوريداشي (في الكتابة بالحبر السري)".

وفي ذلك المساء قامت هاغا، 19 عاما، بنقْع فول الصويا ثم سحقْه قبل أن تعصره. ثم بعد ذلك مزجت هاغا عصارة فول الصويا بالماء - واستغرق الأمر ساعتين للحصول على التركيز المطلوب- قبل أن تكتب مقالها بفرشاة ناعمة على ورق الواشي (ورق ياباني رقيق).

بورقة فارغة.. طالبة تحصل على

وما أن جفت كلمات المقال حتى أصبحت غير مرئية. وخشية أن يرمي الأستاذ بالمقال في سلة المهملات، كتبت هاغا ملحوظة بالحبر العادي تقول: "يُرجى تسخين الورقة". وقال الأستاذ يوجي يامادا لبي بي سي إنه "تفاجأ" عندما رأى المقال. وأضاف: "سبق لي أن شاهدت تقارير مشفّرة، لكني لم أشهد أبدا تقارير مكتوبة بأسلوب أبوريادشي (الخاص بالنينجا)". وتابع: "وللحق شككت للحظة في أن تظهر الكلمات بوضوح. ولكن لما سخّنتُ الورقة على موقد الغاز في منزلي، ظهرت الكلمات بوضوح عال وشعرت بأنني أمام عمل متقن".

بورقة فارغة.. طالبة تحصل على

ويتابع الأستاذ يامادا: "لم أتردد في إعطائها الدرجة النهائية - رغم أني لم أقر المقال لنهايته، وذلك لاعتقادي أنه ينبغي عليّ أن أترك جزءا من الورقة بلا تسخين، حتى يتسنَّ للإعلام أن يقارن بين الجزء الذي تعرّض للتسخين والجزء الآخر ويلتقط صورة لذلك".

أما بالنسبة للمقال نفسه، فإن الطالبة هاغا تقول إنها اهتمت بالأسلوب أكثر من اهتمامها بالمحتوى. تقول هاغا: "كنت واثقة من تقدير الأستاذ لجهودي لعمل شيء إبداعي، ومن ثم لم يساورني القلق بشأن الحصول على درجة ضئيلة، رغم أن محتوى المقال لم يكن مميزا".

بورقة فارغة.. طالبة تحصل على

الموقع العربي الاول