المسيح قام من أجل السلام، ولم يعد بعض مسيحيو اللاذقية يميزون بين "الهجمة" و"الهمجية"، وبين رمز السلام وحالة الحرب، فقد جرت العادة أن يستقبل مسيحيو اللاذقية عيد الفصح المجيد بالرصاص المنهمر من شتى انواع الاسحلة ولمدة ساعتين متواصلتين تسميان "بالهجمة" المشيرة إلى قيامة المسيح لتتحول ساحات الكنائس التي تستعد لصلوات العيد إلى مكان لاستعراض الاسلحة ولا يخلو الامر من التفاخر بكميات الذخائر التي يطلقها المحتفلون.
جرت العادة أن يستقبل مسيحيو اللاذقية عيد الفصح
المجيد بالرصاص المنهمر من شتى انواع الاسحلة
الأب نزار مباردي يؤكد أن الكنيسة بريئة من هذه التصرفات ورمي الرصاص امر مخالف لتعاليمها وترقضه رفضا نهائيا، وما يحدث من وجهة نظره هو سلوكيات فردية يعتقد مرتكبوها أنها طريقة للتعبير عن الفرح بقيامة المسيح "على كل مطران أو خوري ان يمنع حدوث احتفالات ممائلة في كنيسته كونها تسيء للاحتفال ذاته وتخالف التعليمات الدينية" وهنا يؤكد مباردي أن تلك الظاهرة تقتصر على محافظة اللاذقية فقط، حيث انه وفي ثمانينات القرن الماضي وجه البطريرك أغناطيوس الرابع بطرك انطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذكس جميع رجال الدين بمنع اطلاق الرصاص في ليلة العيد وبالفعل امتنع مسيحيو دمشق عن هذا الفعل.
غير أن التوجية لم يلق أذانا صاغية في اللاذقية التي باتت ووفقا للعديد من قاطنوها تغالي في الاستعراض قبل العيد، فجاك يتحدث عن مبالغ مرقومة تتدخر سنويا لشراء الاسلحة الجديدة والذخائر حتى من قبل العائلات المسيحية الفقيرة وهو ما يعتبره الاب مباردي اسرافا لا مبرر له فكان من الاجدى على حد قوله أن تسخر تلك الاموال لاطعام اليتامى والفقراء.