تهدّد المباني، التي تزداد أعدادها بشكل عشوائيّ، سلامة البيئة، إذ من المعروف أثر التلوّث الناتج من مخلّفات العمران واستهلاك الثروات الطبيعيّة. وفيما يسعى بعض المهندسين والخبراء إلى حلّ هذه المشكلة التي تتفاقم، يوماً بعد يوم، تبرز المنازل - الفقّاعات الصديقة للبيئة. "شاهد كيفيّة إنشاء هذه "الفقاعات"، ومدى مساهمتها في الحفاظ على البيئة.
قد تشكّل هذه المنازل، التي تتخّذ شكل الفقّاعات، مستقبل المنازل منخفضة التكلفة. تُسمّى بــ"بينيشلز"، وهي تتبع طريقة النفخ لتتشكّل، قبل أن تصبح قابلة للتكييف! ويقف الدكتور دانتي بيني خلف نظام "بينيشلز" الأصليّ العائد إلى الستينيات، إلا أنّ ابنه المهندس نيكولا بيني يسعى اليوم إلى تطبيقه. ويُمكن استخدام هذه المنازل للسكن، أو استضافة المدارس والقاعات والمجمعات التجارية والقواعد العسكرية والملاعب الرياضية تحت سقفها.
وقد تمّ بناء ما يزيد عن 1600 منزل من "بينيشلز" حتى اليوم، في 23 دولة منتشرة حول العالم، علماً بأنّ هذه الأخيرة صمدت في وجه الأحوال الجويّة المتردية، والكوارث المتمثّلة في حمم البراكين والرماد والزلازل. ولعلّ السرعة في إنشاء هذه المنازل وثمنها البسيط وقوّتها.. كلّها تجعل منها مثاليّة في الاستخدام، في حالات الطوارئ، مثل الإغاثة من الكوارث. وبالإضافة إلى ذلك، إنّها تقتطع من الوقت المطلوب للبناء بنسبة 75%، ما يجذب الكثيرين إلى شرائها.
ويُتوقّع أن تصل أسعارها إلى 2000 جنيه استرليني للبناء، بحسب الحجم. وتستخدم منازل "بينيشلز" الإسمنت، وهذه الخامة الأخيرة تعدّ الأكثر صداقةً للبيئة اليوم، وتولّد كميّة قليلة جداً من النفايات. ويُعتبر استخدامها للطاقة أقلّ بنسبة 50%، مقارنة بالأبنية التقليديّة.
وتجدر الإشارة إلى أنّ البصمة الكربونيّة تمثل كيفيّة قياس مدى احترام المبنى للمعايير البيئية على مدى فترة ديمومته (تدوم المباني حوالي 75 سنة).