Farfesh.com
spacer
spacer
spacer
مسلسلات رمضان 2024
spacer
spacer
spacer

قصص الكعب العالي.. من أقدام القصّابين إلى قمم الأناقة

موقع فرفش
00:01  07/08/2017
Share  

عام 2015، ذهبت البريطانية نيكول ثورب في أول يوم عمل لها إلى الشركة، إلا أنها لم تنهِ ساعات عملها لأنها أعيدت إلى منزلها بسبب عدم التزامها قوانين الشركة التي تجبر بموجبها النساء العاملات فيها على انتعال الأحذية ذات الكعوب العالية. وبعد الحادث، حصلت ثورب على أكثر من 150 ألف توقيع للمطالبة بوقف العمل بذلك الشرط. لكن الحكومة لم توافق على أن يسنّ البرلمان قانوناً يمنع التمييز بين الرجال والنساء في الشركات في ما يخص لباسهم، معتبرة أن "الأمر يعود إلى الأنظمة الداخلية للشركات"، ما دفع مجموعة من الباحثين في جامعة أبردين الاسكتلندية إلى إجراء بحوث حول المسألة.

ونقل الموقع الإلكتروني لصحيفة لندنية قبل أيام عن هؤلاء توصيات بضرورة تطبيق حظر الكعوب العالية على كل الشركات داخل المملكة المتحدة وخارجها، لما تتركه تلك الأحذية من آثار سلبية على العظام والعمود الفقري وغضروف الركبة، ناهيك بالضرر الذي تحدثه في الأنسجة. وصرّحت ناطقة باسم الحكومة الاسكتلندية: "ليس من العدل التمييز بين الجنسين في مكان العمل، ويجب التركيز في أداء العاملات على أدائهنّ لا على ما يلبسن".

قصص الكعب العالي.. من أقدام القصّابين إلى قمم الأناقة صورة رقم 1

وعلى رغم سلبياته الكثيرة، يبقى للكعب العالي إيجابياته، خصوصاً في ما يتعلّق بالمظهر الخارجي للنساء وبالجاذبية الكبيرة التي يمنحهنّ إياها. فلا أحد يستطيع مقاومة النظر إلى تلك الأحذية التي تضيف طولاً إلى المرأة وتعطيها قواماً أجمل. إلا أن ذلك "الابتكار" لم يصنع بهذا الهدف، ولم يكن موجهاً إلى النساء. كما أنه مرّ بمراحل مختلفة. فبدأ في مصر القديمة مع الجزارين الذي كانوا ينتعلون الأحذية ذات الكعوب العالية مع قاعدة سميكة لمنع وصول الدماء إلى أقدامهم. وبعدها، انتعلها الفرسان في القرن التاسع بعد الميلاد لتثبيت أقدامهم في سروج الأحصنة خلال الحروب والمسابقات، خصوصاً في بلاد فارس.

قصص الكعب العالي.. من أقدام القصّابين إلى قمم الأناقة صورة رقم 2

وبعدما أرسلت بعثة ديبلوماسية فارســـية إلى أوروبا انبهر الأوروبيون بالثقافة الفارسية خصوصاً في ما يتعلّق بلباسهم، ما أدى إلى انتشار موضة الكعوب العالية في أوروبا، وـــقد اعتبرها الأرستقراطيون نساء ورجالاً أمراً جريئاً يعبّر عن الرجولة والكمال. وعندما بدأت الطبقات الدنيا انتعالها، زاد النبلاء طول كعوب أحذيتهم ليتميزوا عن هذه الطبقات، وأصبح سائداً أنه كلما علا الكعـب علت المكانة الاجتماعية. وبعد الثورة الفرنسية، لم تعد تلك الأحذية محبّذة لارتباطها بالأرستقراطية والطبقة الثرية، فبدأت تلك الموضة بالتلاشي شيئاً فشيئاً. إلا أنها عرفت انتشاراً كبيراً بعد الحرب العالمية الثانــيـــة، إذ عادت النساء إلى الاهتمام بتفاصيلهن الأنثوية في زمن السلم.

قصص الكعب العالي.. من أقدام القصّابين إلى قمم الأناقة صورة رقم 3

عام 1950، ظهر "الكعب الإبري" أو "السيتليتو" (من ستيلوس اللاتينية التي تعني الحادّ) في إيطاليا وبدأ بخمسة سنتيمترات، إلا أن المصمم الفرنسي شارل جوردان رفعه عام 1951 إلى ثمانية، لكنه كان من خشب. وعام 1954 وضع روجيه فيفي الذي عمل مع "كريستيان ديور" ووضع إبرة من حديد بدل الخشب لجعل الكعب أقوى وأكثر متانة. وبعد سنوات قليلة، نشرت صحيفة أميركية خبراً يتناول ذلك "الاختراع"، فبدأت الطلبات النسائية عليه في شكل هستيري ما أدى إلى انتشاره العالمي.

قصص الكعب العالي.. من أقدام القصّابين إلى قمم الأناقة صورة رقم 4

في ستينات القرن العشرين، علت أصوات المنظمات النسائية ضد الكعوب العالية باعتبارها صورة للهيمنة الذكورية، إلا أنها بُرّئت من تلك الاتهامات لأنها أصلاً كانت موجّهة إلى الرجال قبل أن "تسرقها" النساء. وفي السبعينات، ظهر "كعب المطرقة" الذي أصبح رمزاً للشباب و "الثورة" الفنية والموسيقية، فقد انتعله ممثلون وأعضاء فرق موسيقية منها "البيتلز".

قصص الكعب العالي.. من أقدام القصّابين إلى قمم الأناقة صورة رقم 5

وخلال الثمانينات، أطلقت المرأة "ثورة" وأرادت التشبه بالرجال بكل ما أمكنها. فدخّنت وقصت شعرها وانتعلت الكعوب والسراويل الواسعة، وبذلك، "أجبرت" الرجال على التخلي رويداً رويداً عن انتعال الأحذية ذات الكعوب العالية. وخلال السنوات التالية، طُوِّرت تلك الأحذية وبدأت أبرز دور الأزياء تبتكر كعوباً وتحصل على براءات مثل دار "كريستيان لوبوتان" التي يستعمل في صناعة الأحذية اللون الأحمر لأسفل الحذاء.

قصص الكعب العالي.. من أقدام القصّابين إلى قمم الأناقة صورة رقم 6

الموقع العربي الاول