في العام 1998، قدمت شركة صناعة الأدوية فايزر Pfizer هذه الحبوب المنشطة للانتصاب، وغيرت في فترة وجيزة حياة ملايين الأشخاص. لم تأت الحبوب بحل فقط لمشكلة الانتصاب، وإنما لم يعد الموضوع نفسه يعتبر تابو كما كان حتى ذلك الوقت.
أصبح الرجال يجرؤون على الحديث عن مشاكلهم الجنسية
لم يكن اكتشاف هذه الحبوب الزرقاء التي أسعدت الملايين إلا صدفة، كما تحكي أخصائية العلوم الجنسية فيرا ستينهارت من الاتحاد الهولندي للعلوم الجنسية. كانت الشركة المنتجة فايزر تنكب على دراسة علاج لمرض القلب (الذبحة الصدرية) (angina pectoris) . بدا أن صحة الأشخاص الخاضعين لتجربة العلاج لا تتقدم إلا أنهم امتنعوا رغم ذلك عن إعادة الحبوب. وكان هذا السلوك كافيا لإثارة التساؤلات المنتج، حسب ستينهارت التي تضيف: " ثم تأكد أن تلك الحبوب التي جربت على مرضى القلب من الرجال، تنشط لديهم الانتصاب. وكم كانت الشركة سعيدة بتلك النتيجة". المفعول طورت تلك الحبوب التي أصبحت فياجرا فيما بعد، لإرخاء الأوعية الدموية. تلقى الأشخاص الذين خضعوا للتجربة تلك الحبوب لغرض تحسين تدفق الدم إلى القلب، وهو الأمر الذي يساعد على إمكانية تفادي الإصابة بأزمة قلبية. وبدا ان لحبوب الفياجرا تلك هذا التأثير فعلا ولكن في القضيب وليس في القلب: تحسين تدفق الدم أثناء الإثارة الجنسية، ليحصل الرجل بعدها على انتصاب للقضيب لا يسترخي بسرعة. القول بأن حبوب الفياجرا تخلق الانتصاب لدى الرجال دون إرادتهم، ليس له أساس من الصحة. لا بد أن تتوفر لدى من يستعمل الحبوب رغبة جنسية. لذلك ليس للفياجرا تأثير إذا انعدمت تلك الرغبة. في مثل هذه الحالة، من المجدي التحدث في الموضوع مع الزوجة، أو زيارة للطبيب النفسي أو لأخصائي العلوم الجنسية. ثورة بعد ذاك الاكتشاف عن طريق الصدفة، تعرف المنتج مباشرة على السوق المحتملة للفياجرا. سبب التقديم الرئيسي لهذا الدواء ثورة حقيقية في أوساط الرجال الذين كانوا يعانون من عجز أو صعوبة في الانتصاب. قبل الفياجرا، كانوا يُنصحون باستعمال وسائل محدودة للعلاج مثل مضخة هوائية، وهي وسيلة ما كانت تحقق مبتغاها بالنسبة للرجال المسنين. وباكتشاف الفياجرا، تحقق حل في منتهى البساطة لهؤلاء الرجال.
استعمل الفياجرا منذ اكتشافها أكثر من مليون رجل
حسب المنتج فايزر Pfizer ، استخدم الفياجرا منذ اكتشافها في العام 1998 عالميا أكثر من 30 مليون رجل. العقبة الوحيدة التي لا تزال قائمة هي ضرورة الذهاب إلى الطبيب للحصول على الفياجرا، إذ أنها لا تباع بدون وصفة طبية. تقول ستينهارت: " يظل الأمر صعبا بالنسبة لبعض الرجال"، إلا أنها لا تنصح بشراء الحبوب عبر الانترنت.، " إذا اشترى الرجال خطأ حبوبا مزورة، فقد يكون للأمر عواقب وخيمة". في هولندا، يحتمل ان يكون 12 شخصا لقوا حتفهم بعد استعمال مثل تلك الحبوب المزيفة. وتشير وزارة الصحة إلى أن الضحايا كانوا كلهم مرضى القلب. الطبيب ظهر من بحث حديث يشير إلى أن عجز القضيب على الانتصاب، هو في الغالب إشارة إلى أن صاحبه يعاني من داء آخر لم يكتشف بعد، مثل داء السكري، أو الكولسترول أو ضغط الدم. تقول ستينهارت: "إذا لجأ شخص ما إلى الطبيب بسبب عجز في الانتصاب، فان الفحص يظهر أحيانا أن هناك سببا ما. وبهذا يمكن البدء في الحال في علاج هذا الداء الآخر". وبسبب مفعول الفياجرا أيضا، فلا ينصح باستخدامها دون استشارة الطبيب. يعاني مستخدمو الحبوب أحيانا من صداع الرأس، أو يتعرضون لغشاوة على البصر.عادة ما يختفي هذا المفعول بعد استعمال طويل للحبوب. وبعد استعمالها عدة مرات، تصبح الحبوب أيضا فعالية أكثر. تنصح ستينهارت بأن يستمر الرجال في تناول الفياجرا حتى وان اعتقدوا في البداية أنها لا تجدي". تابو حسب أخصائية العلوم الجنسية، فقد تجاوز أغلبية الرجال هذا الأمر الذي كان يعتبر تابو، وأصبحوا يجرؤون على الحديث عن مشاكلهم الجنسية مع زوجاتهم. وللأمر ايجابيات متعددة، فمثل هذه الأحاديث، لا تساعد فقط على اقتحام مثل هذا التابو، ولكن تساهم أيضا في تحقيق حياة زوجيةأفضل. تقول ستينهارت " لا يتحدث الرجال عن مشاكلهم، إلا إذا تبين أنه ليس هناك من حل آخر".
للتواصل معنا 