استطاع مصمم الأزياء الحيفاوي كميل شاهين (34 عامًا) أن يبتكر أسلوبًا جديدًا، ويخلق لنفسه ميزة خاصة دفعته بقوة نحو الفن الراقي في عالم التصاميم. هو نفسه لا يمكنه أن يقولب نفسه في خطٍ محدد، كل ما يعرفه أنه يحاول أن يجمع بين ثقافة الغرب واصالة الشرق في تصاميم أزياء السهرات وفساتين العرائس وحتى في الملابس الاليجانت التي تنحو إليها النساء العصريات. يتحدث الفنان كميل شاهين بثقة وبكثيرٍ من الصراحة والعفوية عن عالمه الخاص، عالم الأزياء، ما يستهويه وما يطمح إليه، وصولاً إلى الإبداع، الذي يتطلب الكثير من التعب والجهد في سبيل خلق ما هو مميّز، وشاهين لا يشكو ولا يتذمر من التغيير البطيء الذي يجتاح عالمنا، وهو راضٍ عن نفسه، ففي غضون بضعِ سنوات، أقام أربعة عروض لتصاميمه الخاصة، فلفتت النظر بجمالها وحملت صاحبها مسؤولية كبيرة في اختيار الألوان والأشكال التي ترضي الفئات المهتمة والذواقة. وكان لمراسلة "فرفش" هذا الحوار مع شاهين فسألته بدايةً عن دراسته، فأجاب:
تعلمت تصميم الأزياء في معهد فيتسو للتصميم والفنون وانهيتُ بعد أربع سنوات وتحديدًا في العام 1999، حيث تخصصت في فن التطريز والخياطة، اتجهت إلى العمل في مجال التصميم النسائي، فاتخذت لي ستوديو خاصًا بفساتين السهرة والزفاف، واتخذت لي خطًا يتجه إلى ملابس الاليجانت النسائية التي تتجه الى النساء بين الأجيال 26-36، وهو خط كلاسيكي موديرني (حديث) يُظهر الأنوثة مع نعومة وأناقة في التصميم. كم من الوقت يستغرق تجهيز فستان؟ "نحتاج إلى ثلاثة أشهر، وقتٌ مريح نعمل فيه بدون ضغط، ونتلقى ملاحظات الزبونة لأتاحة الفرصة أمامها لتقديم ملاحظاتها واقتناعها بما نقوم بِه". متى تكثر طلبات الزبائن؟ "في موسم الأعراس بين ايار وحتى نهاية آب". ما هو لون الموضة هذه الأيام؟ "ليس هناك لونٌ معين، كل مصمم يعمل وفق ما يراه مناسبًا، قبل فترة قصيرة كان للون الليلكي حضورٌ باهر، اليوم خفت الاهتمام بِه، ربما ارتفعت قليلاً أسهم الأصفر، لكن بما أنّ هذا اللون هادئ فليس من السهل أن يجتاح الموضة بشكلٍ سريع". وماذا بشأن الأسود ؟ "إنه أكثر لون يحافظ على وجوده ، وليس غريبًا أن يسمى ملك الألوان، يليق بالجميع،وهو أكثر لونٍ يخفي العيوب وينسق تقاسيم الجسم، هو اختيارٌ صحيح لكنه يعكس روتينًا ويخفي شجاعة أن لا نجرب اختياراتٍ أخرى. لكن يؤسفني أن يصبح لون العصر، حتى بتنا لا نميز بين تصميمٍ وتصميم بسبب حضور اللون وطغيانه". هل تواجه عقبات في الوصول إلى العالمية؟ "العقبات موجودة أينما حللنا، محليًا وليس فقط عالميًا، وهناك اناس تواجه العقبات وتتخطاها، وآخرون ينزوون في ركنٍ بعيد. بالنسبة لي شخصيًا لا أرى العقبة الوحيدة في طريقي هي العالمية، حاليًا لا أسعى الى هذا... ولكي أصل الى العالمية يجب أن أكون "عالميًا" في مجتمعي، لدي مراحل كثيرة عليّ ان اجتازها واتقدم وبعدها أفكر بهذا الموضوع. ومن يصبو للعالمية "صحتين ع قلبه"، لا أعيش هذا القلق ولا أشغل بالي به". يضحك شاهين: "أيُ عالمية، بلادنا بقعة على الخارطة". هل انت مع اختراق الجينز للسهرات؟
"إنّ قماش الجينز من أقوى القطع وأهمها ماضيًا وحاضرًا، لا أحد يستغني عنه، ومَن يبحث عن بنطلون جينز عادي لا يدفع أقل من 600-700 شيكل، ولشراء جينز لمصمم عالمي لا ندفع أقل من 2000 شيكل، ومع ذلك نلبس هذه القطعة في كل مكان، على البحر، في العمل أو في السهرات. الجينز أيضًا قطعة تحافظ على نفسها، تتحمل الصدمات، جميلٌ ارتداؤه بألوانٍ عدة، وإن تمزق يصبح أجمل، هذه هي الموضة اليوم، لكنني أعتقد أننا في هذه البلاد نبالغ قليلاً في إقحام الجينز في كل عالمنا، لا بأس أيضًا من التغيير لأنه من أفضل عوامل التطور والأناقة". هل لوجود الاكسسوار بجانب الفستان أهمية محددة؟ "لا ليس له أهميته، لكنه ان وجد يجب ان يكون مهمًا والا فلا حاجة لنا به، ويمكن الاستغناء عنه، لأنه إضافة، الأمر الأهم هو الفستان وهو الذي يفرض حضور أو غياب الاكسسوار". ما رأيك بالمصمم العالمي إيلي صعب؟ "ما رأيكِ أنتِ؟!! أليسَ رائعًا... ذواقًا، عالميًا، مبدعًا، ماذا عساني أقول ومثله كثيرون لا يمكنني أن أتجنى على عالمٍ متكامل من الإبداع". هل يعجبك أناقة الفنانات المصريات، مثلاً، حين يشاركن في مهرجانات عالمية؟ "بصراحة لا، يلبسن بشكلٍ تقليدي، يخترن موضة أكل الدهر عليها وشرب، "قبة مفتوحة" – يبحثن عن المجد، لكن الموضة تغيرت ولم تعد بالألوان البراقة والأكتاف العريضة". هل الملابس تعكس حكاية مرتديها؟ "ليس فقط تحكي قصة أو تبرز شخصية لابسها، بل تحكي قصة مجتمع بأكمله، في مجتمعنا هنا موضة الأسود والجينز، ماذا يفسر ذلك؟ أن مجتمعنا لم يتغير بعد، صحيح ان الامور تتحسن والموضات الأخرى لها مكانها، لكن ببطء، مجتمعنا بطيء في كشف الأمور والابتعاد عن الركود". لكن ماذا بشأن الفنانات؟ "نحن لا نعرف شخصية الفنانات، لكن يمكن ان نستوعب الشخصية حسب المظهر، لا نعرف المضمون لكننا قادرون على ترجمة ما هو ظاهر، فنعرف ماذا تريد اليسا، نانسي ونجوى كرم، ونعرف أيضًا ماذا تريد هيفاء وهبي من مبالغتها بعض الأحيان في إبراز ما تريده ونجاحها دليل ذكائها". هل وراء كل امرأة جميلة المظهر، مصمم ناجح؟!
"السؤال ما هو الجميل في نظرنا؟! أهم ما يجب ان تفكر فيه المرأة حين تخرج من البيت أنها لن تجد عشرين مصورًا بانتظارها، وأن تكون واعية لجسمها وما يناسبه، وتعرف حدودها من ناحية الجيل، فلا يليق بسيدة في الاربعين او الخمسين ان ترتدي ملابس تليق بفتاة في العشرين، هذا هو الجمال، ان تحسن المرأة اختياراتها. أن نلبس وفق طبيعتنا وبشكلٍ مريح هذا هو الجمال، ولا يعقل لرجل في الثلاثين ان يرتدي ملابس فتى مراهق ويقول انه أصبح أكثر شبابًا، ولا تحتاج امرأة في الأربعين أن تظهر مفاتن بطنها ونتقبله بنفس النظرة التي نراها في فتاة يافعة"! وماذا بخصوص ذوقك الخاص في اختيار الملابس؟ "أنا ألبس بشكلٍ عادي، وأحاول أن أختار ما يناسبني، لا أجد بسهولة ما أريده وما أحبه، شأني في ذلك شأن الكثيرين، لكنني أتدبر أمري في النهاية". وهل تعتقد أن الملابس الملائمة يجب أن يكون سعرها ملائمًا أيضًا؟ "تقصدين أنّ الشيء الخاص سيكون سعره خاصًا أيضًا، هذا أكيد، لكن لا يمكن أن نلبس ما هو جميل وسعره معقول، يمكن أن نلبس قطعة بـ 10 شواقل، ونضيف لها ما يلائمها فتبدو رائعة، لا أحد ينظر إليكِ فيقوم بتسعير ملابسك، لكنه حتمًا سيقرر إن كنتِ أنيقة أو غير أنيقة، تلبسين ما هو مناسب او غير مناسب. والناس تعرف كيف تقدر الجميل وكيف تبعد نظرها عما هو غير جميل أو غير مناسب".
للتواصل معنا 