نجاح اول عملية زرع قلب اصطناعي في لبنان!!

نجح فريق طبي لبناني في انقاذ حياة مريض كان مصابا بقصور نهائي في قلبه، وذلك بزرع قلب اصطناعي له في عملية جراحية هي الأولى من نوعها في لبنان. أجريت العملية في المركز الطبي التابع لمسشفى الجامعة الاميركية في بيروت قبل خمسة أيام، واستمرت 6 ساعات متواصلة، واعتبرت ناجحة بكل المقاييس لأن كل الوظائف الحيوية لدى المريض (37 عاما) تحسنت خلال الأيام الثلاثة التي تلت العملية.

جهاز "مساندة البطين الأيسر" كما تظهره الأشعة

وذكر المكتب الاعلامي التابع لمستشفى الجامعة الاميركية ان الطبيبين، الدكتور بيار صفير (من المركز الطبي وهو الجراح الذي اجرى العملية) والدكتور هادي سكوري (طبيب القلب المعالج للمريض والاخصائي في الاعتلالات القلبية وعمليات زرع القلب) قد اشرفا على العملية.

واضاف ان القلب الاصطناعي الذي زرع هو كناية عن جهاز يدعى "جهاز مساندة البطين الايسر" وهو يحل محل البطين الايسر في القلب وهو القسم الرئيسي المسؤول عن ضخ الدم الذي يحمل الاوكسجين بانتظام عبر الشريان الاورطي الى بقية الجسم.

وصرح الدكتور صفير "كانت العملية آخر فرصة لنجاة المريض وقد نجحت تماما"، فيما اوضح الدكتور سكوري ان "اعضاء المريض الحيوية تعمل بشكل طبيعي والجهاز يضخ الدم كما يجب والقلب الاصطناعي الذي استعمل في العملية هو من طراز "هارتمايت 2" ومن انتاج شركة "ثوراتك" الاميركية.

وبين الدكتور سكوري ان تسعين بالمائة من حالات الفشل القلبي مردها الى اخفاق البطين الايسر، موضحا ان الهدف من زرع هذا الجهاز هو الحفاظ على الحياة واعادة دوران الدم وتأمين ضخ الدم بشكل طبيعي الى كل الاعضاء الحيوية واعادتها الى العمل بانتظام لافتا الى انه لا يمكن زرع "جهاز مساندة البطين الايسر" لكل المرضى فهذه العملية معقدة ومكلفة جدا.

اثناء إجراء العملية قبل 5 ايام!!

يذكر ان المريض الذي زرع له القلب الاصطناعي يلبي كل الشروط الصحية المطلوبة وهو والد لاربعة اولاد وكان في حالة صحية ومعنوية جيدة في اليوم الثالث للعملية وهو في وحدة العناية الخاصة.

وقال المريض نقلا عن اطبائه "كنت على حافة الموت حين وصلت الى هنا. كان مجرد رفع يدي يتطلب مجهودا مضنيا. وكنت اتقيأ دما واكاد لا اتنفس والان يبدو وكأنه قد كتب لي عمر جديد".

في منتصف التسعينات بدا يتوافر في الغرب جهاز لمساندة البطين الايسر في عملية ضخ الدم وكان هذا الجهاز يزرع في صدر المريض الذي يستبقى في المستشفى الى حين توافر القلب الطبيعي. ولكن جيلا جديدا من هذه الاجهزة دخل الخدمة منذ خمس سنوات وبدأ استعماله بديلا اصطناعيا نهائيا للقلب الطبيعي للمرضى الذين ليسوا مرشحين لزرع قلب طبيعي.