ركوب الدراجات الهوائية مع بزوغ فجر كلّ يوم عطلة، تلتقي مجموعة من الشبان، من الناصرة وشفاعمرو، ينطلقون بعد اتمام الاستعدادات اللازمة، في رحلة وعريّة، جنوبي شفاعمرو، ممتطين دراجاتهم الهوائية المتينة، مرتدين بدلاتهم الرياضيّة المميّزة، معتمرين الخوذات ومزودين بوسائل الوقاية والأمان، من خوذات و"كسارات" واقية للمرفقين والركبتين، ومن أحزمة وأحذية وجوارب ونظارات تحميهم من أيّ أذى وخطر وهم يمارسون هذه الهواية الرجولية الشاقة، لكن الممتعة، التي تصقل البنية والجسم، وتهذّّب الروح، وتعزز اللياقة، وتبلور الرابطة الوثيقة فيما بينهم، كمجموعة من الأصدقاء الذين يخترقون سويّة على متن دراجاتهم القوية، الموانع المائية والترابية، بين الجبال وفي عباب الوديان، غير عابئين بالصخر والحجر، يقطعون المسافات بهمّة وعزيمة، مأخوذة من عشقهم لهواية ركوب الدراجات الوعريّة المدججة بوسائل المناعة والثبات. ويقود هذه المجموعة الهاوية المتمرسة رياضيّ محترف في ركوب الدراجات الهوائية، هو الشاب الشفاعمري بهاء جروس (24 عامًا)، الحاصل على عدة ألقاب في هذا الميدان الشاق، أبرزها بطولة البلاد في ركوب دراجات الإكسبرت، مستمدًا انجازاته وطموحاته من مسارات ومسابقات دولية مختلفة، راكمت لديه الخبرة والتجربة لتحقيق المزيد من الطموحات والانجازات. ولعلّ هذه المجموعة "العنيدة" المثابرة على ممارسة هذه الرياضة "الوعرة" تشعّ مزيدًا من العزم الذي من شأنه ان يشحن نظراءهم من الشباب بالطاقة على الاقبال على ممارسة هذه الرياضة، حتى لو كان دعم المجتمع ونظرته الى هذا الفرع الرياضي، مشوبة بالتردد والاحجام والعزوف. طاقم "فرفش" رافق هذه المجموعة الرائدة من راكبي الدراجات، وأعدّ تقريرًا، يعكس بالصورة والصوت، ما يحدو هؤلاء الرجال من أمل وعزيمة وقدرة على التحدي، فبدأت الرحلة مع طلائع خيوط نور الصباح، وانتهت بكثير من التعب الذي طغت عليه متعة ما بعدها متعة..