بمجرد أن تطأ قدمك منطقة الغوري بالحسين، لتشعر بنكهة عبق التاريخ والتي تجسدها محلات صناعة "الطرابيش" التي ما زلت محتفظة برونقها منافسة محلات الملابس وغيرها من المحلات إلى أن تحولت انشطتها بعد اندثار العديد من المهن القديمة، إلا أن مهنة صناعة "الطربوش" لا تزال تقاوم الزمان محتفظة بمكانتها بين المهن الأخرى.
عم ناصر، أقدم صانع الطرابيش، بالغوري منذ 40 عام ، قاطنا في ورش تصنيع "الطرابيش" والتي مر عليها 200 عام منذ ظهور "الطربوش"، والذي عرفته مصر منذ عهد محمد علي، ليصبح سمة العصر في تلك الأونة، قائلا: "الناس كان عندها حياء وخشا ووقار في لبسهم، عدم ارتداء الطربوش انذك كان يعد عيبا وخروج على المألوف".
ويشير عم ناصر، إلى أن أقدم طربوش لمحمد علي منذ 250 عام، موضحا أن أول طربوش عرفته مصر كان طربوش "الأفندي" والذي أدخله محمد على متأثرا بالأتراك والمماليك ليصبح زيا رسميا للمصريين حتى عهد عبد الناصر.
وعن وضع سوق الطرابيش حاليا، فيعد طربوش " الأزهريين والأئمة" هو الأكثر رواجا بعد اندثار طربوش " الأفندي"، موضحا أن رمضان يعد موسم "طربوش الأفندي" من خلال اقبال الزبائن على شرائه لاستعادة ذكريات زمان في رمضان وارتدائه في الأحياء القديمة.
اما عن الطربوش الصيني، قال، لا يستطع منافسة المصري فيمثل اصل الطرابيش، وتتراوح اسعار الطربوش من 30 جنيه إلى 300 جنيه.
أما عن أشهر زبائن عم ناصر، قال الفنان صلاح السعدني في المقدمة والذي ما زال يزوره ويطلب طربوشه الخاص به منذ مسلسل "ليالي الحلمية" الذي يحتفظ به حتى الأن. بتصرف عن اليوم السابع.
للتواصل معنا 